ما الذي يسبب البهاق؟
على الرغم من أن أسباب البهاق غير مفهومة بشكل كامل إلا أن هناك بعض النظريات المختلفة التي يمكن أن تفسره، منها:
- اضطراب مناعي ذاتي: قد يقوم الجهاز المناعي لدى الشخص المصاب بإنتاج وتطوير أضداد تستهدف الخلايا الصباغية وتدمرها.
- العوامل الوراثية: يمكن لبعض العوامل التي قد تزيد من احتمال الإصابة بالبهاق أن تكون موروثة، فحوالي 30% من حالات البهاق وراثية.
- العوامل العصبية: يمكن أن يتم تحرير مادة سامة للخلايا الصباغية عند النهايات العصبية في الجلد.
- التدمير الذاتي: يؤدي وجود خلل في الخلايا الصباغية إلى تدميرها لذاتها.
- قد يحدث البهاق أيضًا بسبب أحداث معينة مثل الإجهاد والضغط الجسدي أو العاطفي.
نظرًا لأنه لا تبدو أي من النظريات السابقة تفسر الحالة تمامًا فمن المحتمل أن تكون مجموعة من هذه العوامل مع بعضها مسؤولة عن البهاق.
كيف يتم تشخيص البهاق؟
إذا اشتبه اختصائي الأمراض الجلدية بإصابتك بالبهاق سيقوم بما يلي:
- يراجع تاريخك الطبي، يمكن أن يطرح عليك أسئلة محددة مثل هل يوجد أي شخص في عائلتك مصاب بالبهاق؟
- يقوم بإجراء فحص جسدي وينظر بعناية ودقة إلى الجلد المصاب.
- قد تحاج أيضًا إلى إجراء اختبارات دموية للتحقق من سلامة غدتك الدرقية، حيث غالبًا ما يعاني الأشخاص المصابون بالبهاق من مرض في الغدة الدرقية، سيحدد اختبار الدم فيما إذا كانت غدتك الدرقية سليمة أم لا، إذا كنت مصابًا بمرض في الغدة الدرقية فيمكن للعلاج أن يسيطر عليه بنجاح.
ما هي طرق علاج البهاق؟ وما مدى فعاليتها؟
إذا كنت مصابًا بالبهاق وترغب بعلاجه فعليك مناقشة خيارات العلاج مع أخصائي الأمراض الجلدية، هناك العديد من طرق العلاج لكن لا يوجد علاج شافي للبهاق ويكون الهدف من العلاج الطبي هو توحيد لون البشرة إما عن طريق استعادة اللون (إعادة التصبغ) أو إزالة اللون المتبقي (إزالة التصبغ)، هناك بعض العلاجات الشائعة المستخدمة، منها:
- في حال لم تكن ترغب بالعلاجات الطبية يمكن أن تستخدم مستحضرات التجميل كالمكياج والتسمير الذاتي وصبغات البشرة لإخفاء مناطق البهاق فهي توفر طريقة آمنة لجعل البهاق أقل وضوحًا، غالبًا ما يُنصح بها للأطفال لتجنب المخاطر والآثار الجانبية المحتملة للأدوية، لكن يجب أن يتم تطبيقها بشكل متكرر وقد يستغرق وقتًا طويلًا وتحتاج إلى تدريب للحصول على أفضل النتائج، كما يمكن استخدام واقٍ شمسي بعامل حماية 30 أو أكثر، يجب أيضًا أن يحمي الواقي من الأشعة فوق البنفسجية A و B، يقلل استخدام واقيات الشمس من التسمير وبالتالي يقلل من التباين في اللون بين الجلد المصاب والجلد الطبيعي، بالإضافة إلى إمكانية استخدام صبغات الشعر في حال تأثير البهاق على الشعر.
- يمكن للعديد من الأدوية الموضعية التي تطبق على الجلد أن تضيف لون إلى البشرة ويتم وصفها إذا كانت المنطقة المصابة صغيرة، أكثر هذه الأدوية شيوعًا هو الكورتيكوستيروئيد الفعال أو فائق الفعالية الذي يوضع على الجلد، حوالي 45% من المرضى يستعيدون على الأقل جزء من لون البشرة بعد 4-6 أشهر، كما يمكن استخدام دواء آخر مع الكورتيكوستيروئيد الموضعي للحصول على نتائج أفضل.
إن طريقة العلاج هذه تحقق نتائج أفضل لدى الأشخاص ذوي البشرة الداكنة، وتعد أكثر فعالية في مناطق معينة من الجسم مثل الوجه، وتكون فعاليتها أقل على اليدين والقدمين، لكن لا ينبغي استخدام بعض هذه الدوية على الوجه بسبب الآثار الجانبية المحتملة لها، لذلك يجب مراقبة المرضى بعناية، فأحد الآثار الجانبية الخطيرة المحتملة لاستخدام كورتيكوستيروئيد موضعي لمدة عام أو أكثر هو ضمور الجلد حيث يصبح رقيقًا وجافًا جدًا وهشًا.
- يمكن استخدام علاج إزالة التصبغ بواسطة عقار مونوبنزون، يتم تطبيق هذا الدواء على البقع المصطبغة من الجلد فيقوم بتحويلها إلى اللون الأبيض لتتناسب مع مناطق البهاق، قد يكون هذا خيارًا جيدًا لشخص بالغ لم يتبقى لديه منطقة صغيرة لونها طبيعي وغير مصابة بالبهاق حيث يمكن أن يكون إزالة لون الجلد المتبقي طريقة فعالة لتوحيد لون البشرة مما يمنح الشخص بشرة بيضاء، يتم ذلك بوضع الكريم مرة أو مرتين يوميًا ويمكن أن يستغرق العلاج 1-4 سنوات، فهو يقوم بإزالة اللون المتبقي تدريجيًا.
- العلاج بالضوء: يستخدم الضوء لاستعادة اللون المفقود للجلد، قد يجلس المريض في صندوق ضوئي أو يتلقى علاجات بليزر الإكسيمر، تستخدم الصناديق الضوئية لعلاج البهاق المنتشر بينما يستخدم ليزر اكسيمر لعلاج المناطق الصغيرة المصابة، إن أفضل النتائج تظهر على الوجه وهو فعال لدى العديد من المرضى لكن يمكن أيضًا أن تتراجع هذه النتائج بمرور الوقت، كما قد يؤدي إلى ظهور مناطق لونها أغمق من لون الجلد الطبيعي لدى ذوي البشرة الداكنة لكن عادةً ما يتطابق لون الجلد المعالج مع لون الجلد الطبيعي غير المعالج خلال بضعة أشهر، يحتاج المرضى 2-3 جلسات علاجية في الأسبوع لعدة أسابيع، كما يمكن دمجه مع علاج آخر مثل الكورتيكوستيروئيد الموضعي.
- العلاج بالسورالين والأشعة فوق البنفسجية (PUVA): يتم استخدام ضوء الأشعة فوق البنفسجية A ودواء يسمى السورالين لاستعادة لون الجلد، يمكن تطبيق السورالين موضعيًا على الجلد أو تناوله على شكل أقراص، يتم استخدامه لعلاج البهاق المنتشر، يكون هذه العلاج فعال في استعادة اللون في الوجه والجذع والذراعين وأعلى الشاقين ولأقل فعالية في اليدين والقدمين، يستغرق العلاج وقتًا طويلًا ويتطلب تطبيقه في مشفى أو مركز متخصص مرتين في الأسبوع لمدة عام تقريبًا، لكن هناك بعض الآثار الجانبية المحتملة للسورالين حيث يمكن أن يوثر على العينين ، لذلك يجب فحص العين قبل وبعد العلاج، كما يجب مراقبة المرضى بعناية للمساعدة في منع حدوث الآثار الجانبية الخطيرة.
- العلاج الجراحي: قد يكون خيارًا متاحًا عندما لا يفيد العلاج بالضوء والأدوية الموضعية اتي تطبق على الجلد، يتم اللجوء إليه لدى البالغين الذين بقي البهاق مستقرًا لديهم ولم يتغير لمدة 6 أشهر على الأقل، لا يجرى للأطفال ولا للأشخاص الذين تتشكل لديهم الندبات أو الجدرة بسهولة، تتوفر إجراءات جراحية مختلفة، يتضمن معظمها إزالة جلد ذو لون طبيعي أو خلايا البشرة ووضعها في المكان المصاب بالبهاق، يمكن أن تكون هذه الطريقة فعالة لدى 90% إلى 95% من المرضى، لكنها تشمل بعض المخاطر المحتملة كعدم الحصول على النتائج المرغوبة والعدوى. إما عن طريق ترقيع الجلد الذاتي، حيث يؤخذ الجلد من منطقة من المريض ويتم استخدامه لتغطية منطقة أخرى، تشمل بعض المضاعفات المحتملة التندب أو العدوى أو عدم إعادة الصباغ، أو عن طريق التصبغ المجهري وهو نوع من الوشم يتم تطبيقه على شفاه الأشخاص المصابين بالبهاق.
- علاجات أخرى غير شائعة: تم الإبلاغ عن بعض الفيتامينات والمعادن والأحماض الأمينية والأنزيمات التي قد تساعد على إعادة لون الجلد لدى الأشخاص المصابين بالبهاق، لم يتم إجراء دراسات حول معظمها لذلك لا يوجد دليل يدعم هذه العلاجات ولا توجد معرفة بالآثار الجانبية المحتملة لها، تم إجراء دراسة سريرة لعشبة الجنكة أشارت نتائجها إلى أن هذه العشبة قد تعيد لون الجلد وتوقف تدهور حالة البهاق.
- طلب الاستشارة والمساعدة: يمكن أن يسبب البهاق ضيق نفسي وله القدرة على التأثير على مظهر الشخص وتفاعلاته الاجتماعية، في حال حدوث هذا قد يقترح عليك مقدم الرعاية أن تطلب المساعدة من مستشار أو تقوم بالمشاركة في مجموعة دعم.
اعتبارات هامة
بالإضافة لما سبق، عليك معرفة أن نوع العلاج الأفضل بالنسبة لك يعتمد على ما تختاره وتفضله وعلى صحتك العامة وعمرك ومكان ظهور البهاق في جسمك، كما أن بعض الناس يختارون عدم علاج البهاق.
لا يمكن التنبؤ بكيفية استجابة المريض للعلاج، من المهم أن تضع في اعتبارك أنه لا يوجد علاج واحد يناسب الجميع، يمكن أن تختلف النتائج من منطقة في الجسم إلى أخرى، غالبًا ما يعطي الجمع بين علاجين أو أكثر نتائج أفضل.
في النهاية تذكر أنه لا يوجد علاج طبي شافٍ للبهاق وإنما مجموعة علاجات لتوحيد لون البشرة وإخفاء المناطق المصابة والحصول على مظهر طبيعي قدر الإمكان.