عملية تكميم المعدة
تعد عملية تكميم المعدة من الحلول الجراحية الجذرية لمشكلة البدانة، وهي واحدة من أكثر عمليات البدانة شيوعًا حول العالم، إذ أجري في الولايات المتحدة 151 ألف عملية خلال عام 2019. تساهم هذه العملية في خفض الوزن بشكل سريع وكبير وتعتبر أحد الحلول الجذرية والدائمة لجميع المشاكل الصحية والشكلية والنفسية المرتبطة بزيادة الوزن وتحسين نوعية الحياة بشكل كبير.
يجري هذه العملية أخصائي الجراحة العامة وعادةً ما تتم تحت التخدير العام. تعد هذه العملية من العمليات الآمنة وتحمل نتائج مذهلة تبدأ بالظهور منذ اليوم الأول بعد إجرائها. مع ذلك فإنها لا تُجرى لجميع الأشخاص الذين يرغبون بإجرائها وهناك معايير محددة يستند إليها الأطباء عند اتخاذ القرار بأن المريض مرشح للإجراء، سنتعرف على تفاصيل هذا الإجراء وهذه المعايير تباعًا.
تكميم المعدة وخسارة الوزن
تبدأ النتائج بالظهور منذ اليوم الأول التالي للإجراء وتظهر بشكل واضح بعد ستة أشهر من العملية. تنقص هذه العملية 25-35% من الوزن وتصل النسبة إلى 60% من وزن الجسم الأصلي وذلك خلال السنة الأولى التالية للإجراء. كما أنها تغني عن الحميات القاسية والتمارين الرياضية المجهدة. بالإضافة إلى ذلك، تعطي هذه العملية نتائج سريعة وواضحة وتساهم في تحسين الصحة النفسية وشكل الجسم والمشاكل الصحية المرتبطة بالبدانة بشكل كبير.
مخاطر الوزن الزائد
تحمل زيادة الوزن والبدانة العديد من المخاطر الصحية وتؤدي إلى آثار متنوعة نفسية وجمالية وصحية، منها:
- التعرض للإصابة بالأمراض القلبية والجلطات الدموية، وذلك بسبب زيادة تراكم الدهون في جدار الشرايين وزيادة الحمل على القلب.
- زيادة احتمال الإصابة بهشاشة العظام.
- تتأثر الرئة، حيث يزداد الحمل عليها.
- العرضة للإصابة بالالتهابات التنكسية والتهاب المفاصل الرثياني، بسبب زيادة الحمل على المفاصل.
- تزداد احتمالية الإصابة بالداء السكري بنوعيه.
- قد يُصاب الشخص البدين بارتفاع الضغط الشرياني المزمن، وهذا خطير.
- زيادة العرضة للإصابة بأنواع مختلفة من السرطانات مثل: سرطان المعدة والرحم والثدي والمستقيم وغيرهم.
- انخفاض هرمون الذكورة لدى الرجال وزيادة نسبة الهرمونات الأنثوية التي تُطرح من قبل الأنسجة الدهنية إلى الجريان الدموي.
- في حالة الرجال قد يفشل الانتصاب لديهم.
- زيادة احتمال الإصابة بتضخم البروستات الحميد وسرطان البروستات الخبيث.
- ارتفاع معدلات الإصابة بالحصيات الكلوية، لدى الرجال أكثر من النساء.
- زيادة احتمالات حدوث الإجهاض والولادة المبكرة وولادة جنين عرطل (وهو الجنين الذي يُولد بوزن كبير عن الطبيعي)، بالإضافة إلى المشاكل التي قد تحدث أثناء الولادة بسبب كِبر حجم الجنين.
- التأثير على الإباضة بسبب تراكم الدهون في منطقة البطن، وبالتالي التأثير على فرص الحمل.
- التعرض للإصابة بالعديد من الأمراض خلال الحمل مثل الإصابة بالسكري الحملي أو الانسمام الحملي أو التهاب المسالك البولية.
- زيادة احتمالية الإصابة بالاكتئاب والانسحاب الاجتماعي نتيجة القلق والإحباط الناتج عن نقص الثقة بالنفس الذي تسببه البدانة
- زيادة احتمالية العرضة للإصابة بالتهاب المفاصل النقرسي أو متلازمة انقطاع التنفس خلال النوم. بالإضافة إلى أمراض المرارة والكبد والبنكرياس والحرقة المعدية
من هم المرشحون المثاليون لعملية تكميم المعدة؟
لا تجرى عملية تكميم المعدة لجميع الأشخاص الراغبين بإجرائها، ويعتمد الطبيب على عدة معايير لتقرير ما إن كان المريض مرشح لإجراء العملية أو لا:
- مشعر كتلة الجسم أكبر من 40 (وهي قيمة مستمدة من طول ووزن الشخص) حتى دون وجود أمراض مرتبطة بالبدانة.
- مشعر كتلة الجسم أكثر من 35 مع وجود أمراض مرتبطة بالبدانة مثل السكري وأمراض القلب وارتفاع الضغط الشرياني.
- مشعر كتلة الجسم أكثر من 30 مع وجود سوابق للإصابة بأمراض خطيرة بسبب زيادة الوزن مثل تشكل الجلطات الدموية أو عدم القدرة على الإنجاب.
- القدرة على تحمل الجراحة والتخدير العام، يتحقق الطبيب من ذلك من خلال إجراء الفحوصات والتحاليل الشاملة قبل اتخاذ القرار الجراحي.
- وجود الإرادة والقدرة على الالتزام بالحمية الغذائية وتناول المكملات الغذائية التالي للعملية.
- فشل الأنظمة الغذائية والتمارين الرياضية في إنقاص الوزن.
- تأثر جودة الحياة ونوعيتها بالبدانة.
- الفهم الكامل لطريقة إجراء العملية ومخاطرها ونتائجها.
- عدم الإصابة بأمراض مزمنة قد تؤثر على التئام الجرح أو عملية الشفاء.
مزايا إجراء تكميم المعدة
- إنقاص الوزن بشكل سريع وفعال دون الحاجة إلى التمارين الرياضية المجهدة أو الحميات القاسية.
- تحسين نوعية الحياة وجودتها.
- حل العديد من المشاكل الصحية والنفسية والجمالية المتعلقة بالبدانة.
- حل جذري وسريع وطويل الأمد لمشكلة البدانة، وذلك في حال الالتزام بالحمية الغذائية التالية للعملية وبإرشادات الطبيب.
اختلاطات ومضاعفات محتملة للعملية
تحمل عملية تكميم المعدة مثل أي إجراء جراحي آخر بعض المضاعفات والمخاطر المحتملة، إلا أنها نادرة خصوصًا في حال إجرائها من قبل جراح ماهر والالتزام بالتوصيات التالية للعملية، سنأتي على ذكر هذه المخاطر تباعاً:
- نقص فيتامين B12 وحمض الفوليك والإصابة بالأمراض المتنوعة الناتجة عن هذا النقص، لذلك هناك حاجة لتناول المكملات الغذائية مدى الحياة بعد العملية.
- احتمال حدوث تسريب من مكان العملية في حال عدم خبرة الجراح أو عدم استعمال الأدوات المناسبة في العملية، وهذا خطير، لأنه قد يؤدي إلى الإصابة بالتهاب الصفاق، وبالتالي البطن الجراحي الحاد.
- تأخر ظهور النتائج، خصوصًا في حال الاستمرار بتناول الدهون والنشويات وعدم الالتزام بالحمية الصحية التالية للعملية.
- حدوث انسداد في السبيل الهضمي.
- الآثار الجانبية للتخدير، والتي يمكن تجنبها من خلال التحاليل والفحوصات السابقة للإجراء والتأكد أنّ المريض قادر على تحمل التخدير العام.
- ارتجاع الحموضة المعدية إلى المعدة وحدوث حرقة هضمية.
- إقياءات.
- الإصابة ببعض أنواع الفتوقات الهضمية.
- التغيرات المزاجية والإصابة بالاكتئاب في بعض الحالات نتيجة الأعواز الغذائية.
- الخمول وبطء الحركة.
- انخفاض نسبة سكر الدم.
- تأثر الوظيفة التنفسية.
- الإصابة بالإلتهابات المتنوعة بسبب الضعف المناعي الذي قد تسببه الأعواز الغذائية.
- تساقط الشعر وجفاف الجلد والشعور بالبرودة بشكل دائم الناتج عن عدم الالتزام بتناول المكملات الغذائية.
التوصيات التالية للعملية
تعتبر عملية تكميم المعدة من العمليات التي تعتمد نتائجها بشكل كبير على الالتزام بتوصيات وإرشادات الطبيب في الفترة التالية للعملية، من هذه التوصيات:
- الالتزام بشكل كبير بالنظام الغذائي الذي يصفه الطبيب بعد العملية، تعد هذه التوصية من أهم التوصيات ومن شأن عدم الالتزام بها التأثير على نتائج الإجراء واحتمالات النكس بشكل كبير.
- تناول المكملات الغذائية والفيتامينات التي يصفها الطبيب، والالتزام بهذا، حيث أن نقص بعض من هذه الفيتامينات من شأنه أن يؤدي إلى آثار صحية خطيرة.
- تناول الأدوية مثل المسكنات والمضادات الحيوية ومضادات الحموضة التي يصفها الطبيب بدقة.
- مراجعة الطبيب واستشارته عند ضرورة تناول أي دواء غير الأدوية الموصوفة بعد العملية.
- الالتزام بمراجعة الطبيب دوريًا في الأشهر الأولى التالية للعملية لمراجعة النتائج ومناقشة أي آثار جانبية غير متوقعة تالية للعملية.
- الراحة بعد الإجراء وخلال فترة النقاهة.