نبذة مختصرة عن تجميل الأنف
يمكن القول إنها أكثر عمليات الأنف الجراحية شهرةً حاليًا، نظرًا لفوائدها المتعددة وآثارها التي لا تقتصر على الأنف فقط بل تتجاوزه لتعطي كامل الوجه مظهرًا متجددًا وحيويًا، وذلك عبر مجموعة من الطرق الجراحية التي تُعالج طيفًا واسعًا من المشكلات التجميلية والوظيفية في الأنف.
تُجرى العملية من خلال طريقتين رئيسيتين:
الجراحة المفتوحة:
- توفر هذه الطريقة رؤية أفضل للجراح وتحكم أكبر، ما يعني نتائج ممتازة.
- تقع ندبة العملية هنا في قاعدة الأنف، فالبرغم من أنها في منطقة مخفية نسبيًا، لكن تختار بعض الحالات الجراحة المغلقة كونها لا تترك أي ندب مرئية.
- يعيب هذه الطريقة ارتفاع معدل حدوث المضاعفات التالية للعملية مقارنة بالطريقة المغلقة، كونها تُجرى تحت التخدير العام، إضافةً إلى الحاجة – أحيانًا – إلى استخدام طعوم من منطقة أخرى في الجسم لترميم الشقوق.
الجراحة المغلقة:
- لا تستخدم التخدير العام، فيكون دخول الأنف من خلال شقوق صغيرة جدًا.
- نتائج هذه الطريقة ممتازة، لكن تتطلب حالات معينة يقررها الطبيب اللجوء إلى الجراحة المفتوحة حصرًا.
- لا ضرورة إلى التطعيم لأن الدخول إلى الأنف يتم من داخل الأنف.
عملية انحراف الوتيرة
تعالج عملية انحراف الوتيرة مجموعة واسعة من الأعراض الأنفية التي فشلت الأدوية بعلاجها، مثل الاحتقان الأنفي والتهاب الجيوب المزمن والصداع وغيرها الكثير، وهي عملية بسيطة نسبيًا ومرنة يمكن دمجها مع إجراءات تجميلية أو طبية أخرى مثل جراحة الجيوب الأنفية.
تُجرى العملية عمومًا عبر طريقتين:
الطريقة التقليدية (بنوعيها المفتوح والمغلق):
- تُجرى تحت التخدير العام، ويدخل الجراح عبر شق صغير جدًا داخل الأنف ليرفع البطانة المخاطية، بعد ذلك يصحح الوتيرة المنحرفة ويزيل أي أنسجة غضروفية أو عظمية زائدة.
- يكون الشق في بعض الحالات المعقدة في قاعدة الأنف، وعندها تُجرى العملية بالطريقة المفتوحة.
- بعد التصحيح وإغلاق الجرح، يثبت الجراح الوتيرة باستخدام الجبائر أو الحشوات القطنية.
الطريقة التنظيرية:
- طريقة حديثة تتطلب خبرة كبيرة مع أجهزة التنظير.
- توفر رؤية أفضل للجراح وبالتالي نتائج أفضل.
- خطواتها مشابهة للطريقة التقليدية لكن دون رفع البطانة المخاطية بعد الدخول عبر الأنف.
- فرصة حدوث النزف التالي للعملية أقل من الطريقة التقليدية (يُعد النزف أبرز المضاعفات التالية لعملية انحراف الوتيرة رغم قلة شيوعه).
ما الفرق بين تجميل الأنف وانحراف الوتيرة؟
مع أن كلاهما عملية تجميلية تستهدف الأنف، وقد يجريهما الجراح مع بعضهما أحيانًا، لكن العمليتان تختلفان بصورة جوهرية في عدة نواحي يعرض المقال أبرزها:
- تكلفة العملية: تكلفة العمليتين متقاربتين نسبيًا، لكن اعتبارات معينة في طبيعة كل منهما تحدث اختلافات ملحوظة في التكلفة الإجمالية، مثل استخدام التنظير الذي يرفع التكلفة، وخبرة الطبيب، ونوع المنشأة الصحية التي تتم فيها العملية.
- مدة العملية: تستمر العمليتان 30-90 دقيقة عمومًا، لكن عملية تجميل الأنف تميل إلى الاستمرار فترة أطول في بعض الأحيان، بسبب تنوع إجراءاتها والمناطق المستهدفة في الأنف، إذ قد تصل مدتها إلى 3-4 ساعات.
- فترة التعافي: يمكن القول إن عمليات تجميل الأنف «أوسع نسبيًا» على عكس عملية انحراف الوتيرة التي تشمل الحاجز الأنفي فقط، وبالتالي قد يتضمن تجميل الأنف شقوقًا جراحية أكبر وفترة تعافي أطول بسبب زيادة التكدم والتورم الحاصلين بعد العملية.
- هدف العملية: تقتصر عملية انحراف الوتيرة على المشكلات المتعلقة بها، وأبرزها الاحتقان الأنفي والصداع والتهاب الجيوب المتكرر والرعاف المتكرر بسبب جفاف الأغشية المبطنة للأنف وتشوهات الوتيرة بسبب الإصابات أو الأمراض الخلقية. أما عملية تجميل الأنف فتشمل عددًا أوسع من الحالات مثل ترميم الأنف بعد التعرض للحوادث، وتصحيح تشوهاته الخلقية وتجميل ميلانه وتوسيع الفتحات الأنفية، إضافة إلى الأهداف التجميلية المتمثلة في عدم الرضا عن مظهر الأنف الحالي أو الرغبة بأنف متناسق مع بقية ملامح الوجه، وبالتالي تعزيز ثقتك بنفسك وبمظهرك العام.
- معدل حدوث الاختلاطات: حسب الهدف من العمليتين، ففي عمليات تجميل الأنف الواسعة بالطريقة المفتوحة يكون معدل حدوث المضاعفات أعلى منه في عمليات انحراف الوتيرة بالطريقة التنظيرية مثلًا.
الأسباب التي تدفع لتجميل الأنف أو انحراف الوتيرة.
يوجد أهداف مشتركة بين العمليتين، خاصة في عمليات تجميل الأنف التي تعالج الوتيرة؛ يمكن تلخيص أبرز الأسباب التي تدفع الشخص إلى إجراء عمليات انحراف الوتيرة كما يلي:
- انسداد المجرى الهوائي في الأنف، ما يؤدي إلى صعوبة في التنفس.
- مشكلات النوم الناجمة عن الشخير المفرط وانقطاع التنفس في أثناء النوم.
- انحراف الوتيرة الخلقي.
- متلازمة التقطير الأنفي الخلفي.
- الإصابات الرضية على الأنف التي تسبب انحراف وتيرته.
- المعاناة المستمرة من الرعاف الأنفي أو الصداع المزمن.
- التهابات الجيوب المتكررة باستمرار.
في المقابل يعرض المقال الأسباب اللجوء إلى عملية تجميل الأنف:
- التعرض للحوادث والإصابات التي تشوه شكل الأنف.
- تصحيح انحراف الوتيرة غير العرضي في سياق إجراء العملية لأغراض تجميلية.
- ترميم الأنف بعد استئصال جزء من الأنف في سياق علاج السرطان.
- تصغير الفتحات الأنفية.
- الحصول على أنف أجمل وأكثر تناسقًا وتصحيح ميلانه.
حالات طبية لا يناسبها تجميل الأنف.
- إن كان الهدف من العملية تحسين بعض الأعراض التنفسية، قد تكون عملية انحراف الوتيرة أنسب لحالتك.
- وجود أمراض مزمنة غير مضبوطة بشكل جيد مثل السكري أو ارتفاع الضغط يزيد خطورة التخدير والدخول إلى غرفة العمليات.
- وجود عدوى جلدية في منطقة الأنف قد يؤجل العملية لحين علاجها بشكل كامل.
- لا يحبذ الجراحون إجراء العلمية قبل سن 18، بسبب حدوث عدد من التغيرات في بنية الجسم بفعل التغيرات الهرمونية في مرحلة البلوغ وما حولها، ومن ضمنها تغيرات في شكل الأنف.
نصائح بعد كل عملية
لا تقل مرحلة التعافي بعد العملية أهمية عن إجراء العملية بحد ذاته، وسيخبرك جراحك بضرورة الالتزام بعدد من التعليمات الضرورية لتتويج نتائج الجراحة الناجحة والحصول على النتائج المطلوبة كاملةً دون حدوث أي آثار جانبية خطيرة.
سيخبرك جراحك عن عدد من التعليمات الأساسية بعد عملية انحراف الوتيرة، منها:
- تناول المسكنات عند الحاجة أو في الأوقات التي يحددها الطبيب.
- تجنب بعض الأدوية مثل الأسبرين ومميعات الدم.
- تجنب الأنشطة البدنية المجهدة خلال الأسابيع الأولى بعد العملية.
- رفع الرأس عند النوم لمنع زيادة التورم الحاصل.
- يُمنع تنظيف الأنف (التمخيط) خلال أول 3 أيام على الأقل بعد العملية.
- ارتداء القمصان الواسعة لتجنب احتكاك الملابس بالأنف.
- العطاس عن طريق الفم بدلًا من الأنف لتجنب حدوث أي نزف.
- ضرورة التواصل مع الطبيب فوريًا عند ظهور أعراض غير طبيعية مثل تغير ضغط الدم أو معدل ضربات القلب.
تتشابه خطوات الرعاية الضرورية بين العمليتين، لكن يمكننا ذكر بعض التعليمات الإضافية المهمة بعد عملية تجميل الأنف:
- تجنب وضع النظارات لمدة ثلاث أسابيع على الأقل بعد الجراحة.
- استخدام واقي الشمس لمنع حدوث أي تغيرات لونية في جلد الأنف بعد العملية.
- استخدام حوض الاستحمام بدل الدوش عند الاستحمام وتجنب تبليل الأنف والضمادات.
- عدم تحريك الجبائر أو الفتائل الداخلية، والإبقاء عليهما في مكانهما لحين إزالتهما على يد الجراح في موعد المراجعة.