مقدمة عن عملية تجميل الأنف
تُعد عملية تجميل الأنف من أكثر عمليات التجميل انتشارًا حول العالم، إذ يملك شكل الأنف تأثيرًا كبيرًا على مظهر الوجه، ما يدفع الكثيرين إلى الخضوع لهذه العملية. بلغ عدد عمليات تجميل الأنف 820,890 عمليةً في عام 2019 وحده، وهذا يجعلها في طليعة عمليات التجميل بين الشباب حاليًا.
يتألف الأنف من بنى عظمية وغضروفية وجلدية، وتستطيع هذه العملية تعديل البنى الثلاثة بما يتناسب مع تقاسيم الوجه والشكل الذي يرغب به المريض، ويمكن إجراؤها بطريقتين: المغلقة والمفتوحة.
تشمل الطريقة المفتوحة إحداث شق جراحي يسمح برؤية جميع مكونات الأنف، ما يسهل على الجراح استئصال الأجزاء العظمية والغضروفية الزائدة، لكنها تحتاج إلى غرز جراحية تظهر عادةً في قاعدة الأنف وتترك ندبةً ظاهرةً، تختفي مع الزمن.
تمتاز الطريقة المغلقة بإجراء شقوق جراحية من داخل الأنف دون أن تظهر على الوجه الخارجي، وبالتالي لا تترك أي ندب جلدية ظاهرة أو غرز جراحية، لكنها تحتاج إلى خبرة ومهارة أكبر ولا تناسب جميع الحالات خاصةً عند وجود تشوهات كبيرة وإصابات رضية شديدة.
هناك العديد من الأسباب الطبية والتجميلية التي قد تدفعك لإجراء تجميل الأنف، ومنها:
الأسباب الطبية:
- تحسين عملية التنفس وحل المشكلات الطبية المتعلقة بحجم الفتحتين وشكلهما.
- تصحيح إصابات الأنف وكسوره بعد الحوادث والرضوض.
- علاج التشوهات الشكلية الولادية في شكل الأنف.
- حل مشكلة النوم المتقطع الذي يؤدي إلى إعاقة النشاطات النهارية والشعور بالتعب.
- علاج حالة توقف التنفس أثناء النوم.
- التخلص من المفرزات الأنفية المرضية الناجمة عن تشوه شكل الأنف والسبيل الهوائي العلوي.
الأسباب التجميلية:
- إنقاص أو زيادة حجم الأنف بما يتناسب مع تقاسيم الوجه.
- الحصول على مظهر جديد لفتحتي الأنف وتصغيرهما.
- إنقاص حجم قمة الأنف ورفع الذروة.
- خفض بروز الجسر الأنفي.
- تحسين التوازن والتوافق في ملامح الوجه.
ما أهم التوصيات بعد عملية تجميل الأنف؟
بعد إجراء العملية، يصبح الأنف أكثر عرضةً للتوذم وسهولة الرض، ويكون حساسًا من الضغط واللمس والفرك، وهذا قد يسيء إلى نتائج العملية ويشوه شكله الجديد، لذا من الواجب اتخاذ الاحتياطات اللازمة، خاصةً في الأيام الأولى بعد العملية.
يمكن تجنب الألم التالي للعملية واختلاطاتها المحتملة مثل: العدوى والتورم باتباع التعليمات الطبية. يشارك الطبيب والمريض في نجاح هذه العملية، فلا قيمة للعملية الجراحية الناجحة إذا لم يتعاون المريض مع الفريق الطبي في فترة النقاهة.
التوصيات الواجب اتباعها مباشرةً بعد العملية:
- وجود أحد المرافقين في أول 24 ساعة على الأقل بسبب التأثيرات الجانبية للتخدير والحاجة للمساعدة في تدبير الأمور الشخصية.
- الحصول على قسط كاف من الراحة، والاستلقاء على الظهر مع وضع الرأس في مستوى أعلى من الجسم باستخدام عدة وسادات، فهذا يساعد على إزالة الوذمة من أنسجة الأنف.
- تجنب النوم على أحد الجانبين.
- تناول مسكنات الألم ومضادات الوذمة قبل بدء الألم، فالوقاية أسهل من العلاج.
- الحد من التحرك والنشاطات في يوم العملية والأيام التالية لها، فقد تحتاجين إلى 10-14 يومًا للعودة إلى نشاطاتك المعتادة.
- لا تنهضي مباشرةً من السرير فهذا قد يسبب لك الدوار والسقوط، بل عودي نفسك على الجلوس عدة دقائق قبل الوقوف.
- توضع ضمادة صغيرة بين أسفل الأنف والشفة العلوية لامتصاص المفرزات التي قد تخرج من الأنف، ويجب تغييرها مرة أو مرتين على الأقل خلال فترة الشفاء. تمنع هذه الضمادة عودة المفرزات المتبقية إلى الأنف مساء الجراحة أو في الصباح التالي لها.
- توضع دعامة صغيرة من السيليكون على الثلثين العلويين للأنف بعد اكتمال الجراحة، وهي تدعم هيكل الأنف وتمنع تغير شكله وتحافظ على انحنائه وموضعه الجديد. يمكن إزالة هذه الدعامة بعد أسبوع، وعليك تجنب تعريضها للرطوبة حتى لا تنفصل عن موقعها.
- شرب الكثير من المياه بعد زوال مفعول التخدير والحفاظ على إماهة جيدة في الأسابيع الأولى من العملية لأن ذلك يسرع عملية الشفاء.
- إضافة الخضار والألياف إلى نظامك الغذائي، لأن الراحة المديدة وقلة الحركة قد تحرض الإمساك.
توصيات الأسبوع الأول من العملية:
- وضع كمادات الثلج على الأنف والعينين في يوم العملية والأيام التالية لإنقاص التورم والتكدم، ويُفضل استخدمها قدر الإمكان في الأيام الثلاثة الأولى من الجراحة.
- يشيع حدوث الانتفاخ حول العينين في الصباح الثاني بعد أي إجراء تجميلي على الوجه، لكنه يزول سريعًا في الأيام التالية، لذا ليس عليك القلق بشأنه.
- قد تظهر كدمات وتغيرات في لون الجلد حول العينين عند بعض المرضى، لكنها تكون خفيفةً عند الغالبية، وتختفي غالبًا في نهاية الأسبوع الأول، لكن من المهم الالتزام بالتوصيات الطبية والأدوية الموصوفة قبل الجراحة للحد من شدتها.
- من الممكن أن تعانين من انسداد خفيف في الأنف خلال الأسبوع الأول من العملية بسبب توذم الأنسجة التي تضيق السبيل التنفسي العلوي، وهنا عليك وضع المرهم الموصوف من قبل الطبيب مرتين يوميًا ضمن فتحتي الأنف.
- قد تظهر بعض القشور على فتحتي الأنف في الأسبوع الأول، وعليك إزالتها بلطف شديد دون التلاعب بالمنطقة، وإياك نفث الهواء من خلال الأنف أو استخدام القطرات الأنفية.
- إذا حدث نزف في الأيام 3 أو 4 أو 5 من العملية، وهو أمر نادر. عليك بالاستلقاء ورفع الرأس، ووضع كمادات باردة بلطف على الأنف، ويمكنك وضع قطعة صغيرة من القطن على فتحة الأنف النازفة.
- عليك الحد من النشاطات والتمارين في الأسبوع الأول، وتجنب سحب الهواء الشديد أو الشد لأن ذلك قد يسبب النزف.
- لا تتناولي مميعات الدم أو موسعات الأوعية مثل: الأسبرين والنتروغليسرين حتى نهاية الأسبوع الأول، فقد تسبب النزف وتزيد التورم في منطقة العملية، ومن الأفضل تجنب التدخين واستهلاك الكحول خلال هذه الفترة.
- سيزيل الطبيب الغرز الجراحية في حال وجودها بعد الأسبوع الأول، وعندها ستظهر الندبة بلون زهري داكن مع مقدار من التورم البسيط في موضعها. سيتغير لون الندبة إلى الأبيض مع مرور الوقت وتختفي تدريجيًا. يختلف الوقت اللازم لزوال الندبة بين الأشخاص، وعادةً ما يستغرق سنةً من العملية للحصول على اللون النهائي. من الأفضل استخدام مراهم تحوي فيتامين E لتحسين مظهر الندبة ومساعدتها على الاختفاء.
- يمكنك إخفاء ندبة العمل الجراحي بمساحيق التجميل بعد 10 أيام من العملية.
توصيات بعد الأسبوع الأول من العملية:
- يمكنك إزالة دعامة الأنف في نهاية الأسبوع الأول، وعندها سترين النتيجة المبدئية للعملية، لكن لا يمكنك تقييم الشكل النهائي في هذا الوقت، إذ ستحدث المزيد من التغييرات في الأسابيع التالية.
- عليك تجنب الحركات المفاجئة في هذه الفترة، والحذر من الأبواب والرفوف وأغراض المنزل، إذ قد يسبب الرض بأي منها تغيرًا في محور الأنف وشكله.
- تجنب ارتداء النظارات الشمسية أو الطبية في الشهر الأول، لأن الأنف حساس في هذه الفترة من الضغط والثقل.
- لا تخرجي تحت أشعة الشمس ولا تعرضي الأنف للظروف الجوية، لأن ذلك قد يزيد التورم، ومن الأفضل السير في الظل واستخدام القبعات ووضع مراهم الوقاية من الشمس عند الحاجة.
- إن تحسين مظهر الأنف لا يعني وصوله إلى الكمال، فقد تلاحظين مقدارًا من عدم التناظر في شكل الأنف ومحوره، وهذا طبيعي تمامًا، فالهدف من العملية تحسين مظهر الأنف وليس الوصول به إلى الكمال.
توقعات عملية تجميل الأنف
ذكرنا سابقًا دوافع عديدة لإجراء عملية تجميل الأنف، فقد يكون الهدف منها تجميليًا بحتًا، سواء كان تصغير حجم الأنف أو تصحيح شكله، مثل تغيير انحراف محوره أو تصغير الفتحات الأنفية ورفع قمة الأنف، بينما يسعى البعض إلى حل المشكلات التنفسية المرافقة لبعض الشذوذات. يمكن إجراء العملية لتحقيق أهداف مختلفة حسب الحالة ما يساعد على زيادة الثقة بالنفس وتقدير الذات وتعزيز الأداء والإنتاجية. يملك كل فرد خصائص معينة لا تتوافق مع جميع الإجراءات التجميلية، فلا يمكنك الحصول على أي شكل ترغبين فيه إذا لم يتوافق مع باقي تقاسيم وجهك، لذا لا تتوقعي الحصول على أنف أحد الشخصيات المشهورة ببساطة دون أن يتوافق مع حالتك الخاصة.
ستحتاجين إلى عام كامل تقريبًا للحصول على النتيجة النهائية، لكن يمكنك ملاحظة التغيير مباشرةً بعد إزالة الدعامات الأنفية في نهاية الأسبوع الأول، رغم أنّ الأنف في هذه الفترة سيعاني من التورم والوذمة، ويحتاج إلى الكثير من العناية والاهتمام، نظرًا لحساسيته وقابليته للتأثر بالرضوض والعوامل الجوية.
لا تتوقعي الحصول على نتيجة مثالية تمامًا بعد انتهاء فترة النقاهة، فالهدف من العملية تحسين المظهر والوظيفة وليس الوصول إلى الكمال، لكن لا داعي للقلق بشأن ذلك، فأغلب المرضى يبدون رضاهم التام عن نتيجة العملية ويعترفون بمدى التأثير الكبير للشكل الجديد على حياتهم.
أهمية المتابعة مع الطبيب
تملك الإرشادات والتوصيات الطبية بعد العملية أهمية مماثلة للعملية بحد ذاتها، فقد يسبب الإهمال وعدم تطبيق النصائح الصحية حدوث آثار جانبية خطيرة والإساءة إلى النتيجة النهائية. تحمل عملية تجميل الأنف الكثير من الخصوصية فيما يتعلق بالمتابعة بعد العمل الجراحي، فالالتزام بالتحذيرات الطبية والمتابعة مع الطبيب المسؤول من أهم الخطوات التي تضمن نجاحها على المدى البعيد.
من الضروري الالتزام بكافة الإرشادات الطبية والأدوية الموصوفة خصوصًا في الأيام الأولى من العملية، ويؤدي الإهمال إلى حصول اختلاطات قد تكون كارثية على المريض والجراح، وتقع المسؤولية هنا بأغلبها على عاتق المريض، لذا نؤكد على ضرورة التعاون الوثيق مع الفريق الطبي والرجوع إليه عند حدوث أي اختلاط أو وجود أي استفسار يخص العمل الجراحي وتوابعه الصحية.
المضاعفات والاختلاطات المحتملة للعملية
تترافق عملية تجميل الأنف -كغيرها من العمليات الجراحية- مع عدد من الآثار الجانبية والاختلاطات الطبية، ورغم ندرتها قد تكون ذات تأثير كبير على النتائج النهائية، ومنها:
- النزف من فتحتي الأنف خلال الأسبوع الأول.
- التورم والوذمة النسيجية.
- الخدر والنمل وتغير إحساس الجلد.
- انحراف محور الأنف وتغير شكله نتيجة الرضوض وارتداء النظارات.
- الإصابة بالعدوى نتيجة عدم تناول المضادات الحيوية الموصوفة وتلوث منطقة الجرح.
- عدم الحصول على النتيجة التجميلية المرغوبة بسبب وضعيات النوم المغلوطة والعادات الخاطئة.
- الحاجة إلى تكرار العملية.
- حدوث مشكلات تنفسية، أو استمرارها بعد العلاج الجراحي.
- إشتمام روائح شاذة أو تغير مذاق بعض الأطعمة.
- ظهور قشور ومفرزات أنفية شاذة.
- التهاب الجيوب الأنفية المزمن.
- عدم الرضا عن الشكل النهائي للأنف.
من الضروري استشارة الطبيب عند حدوث أي من التأثيرات الجانبية السابقة لتجنب النتائج السلبية على المدى القريب والبعيد.