نبذة عن عملية شد الجلد
تشكل تجاعيد الوجه والترهلات الجلدية مشكلةً شائعة لدى العديدين مع تقدم العمر، وتدفعهم للبحث عن الطرق المناسبة لإخفاء آثار التقدم في السن واستعادة المظهر الشاب وتحسين الشكل الخارجي. تسمح عملية شد الجلد بإخفاء الآثار المزعجة من الوجه والعنق والأطراف والجذع، وتزيل الترهلات الجلدية الزائدة، ويمكن مشاركتها مع إجراءات تجميلية عدة لتحسين النتائج. يمكنك الخضوع لعملية شد الجلد الجراحية أو استخدام التقنيات الحديثة مثل الأمواج فوق الصوتية والراديوية والليزر للحصول على المظهر المرغوب، وقد يلجأ البعض للكريمات والغسولات التي تقدم حلًا مؤقتًا مع تحسن بسيط في حالة الجلد. تمتاز هذه العملية بانخفاض معدل الاختلاطات والآثار الجانبية وارتفاع معدل الرضا ما يجعلها ضمن العمليات الأكثر انتشارًا في الوقت الراهن.
لماذا يلجأ الناس لشد الجلد؟
يحمل التقدم في العمر تغيرات ملحوظة على جميع أعضاء الجسم، ولا يُعد الجلد استثناءً لذلك، إذ يعاني العديدون من التجاعيد الجلدية المزعجة خاصةً في الوجه والعنق، ويسعون لإيجاد طرق فعالة لإزالتها واستعادة المظهر المشدود والجلد النضر. قد تكون استعادة الإحساس بالشباب والثقة بالنفس من أكبر الهواجس التي تدفع الناس لإجراء شد الجلد والعمليات التجميلية الأخرى، لكن الأمر لا يقتصر على هذا السبب، بل يتعداه إلى عدة نواحٍ. من الأسباب التي قد تدفعك لإجراء شد الجلد:
الأسباب الطبية:
- تجديد ألياف الكولاجين في الجلد لمنحه مظهرًا أكثر صحةً ونضارة.
- تحريض نمو ألياف الإيلاستين المسؤولة عن مرونة الجلد.
- علاج بعض الأمراض الجلدية عبر زيادة تركيز حمض الهيالورونيك الذي يرتبط بجزيئات المياه ويجذبها نحو طبقات الجلد.
- الحصول على نتائج تدوم طويلًا ومتابعة التحسن حتى بعد انتهاء جلسات العلاج.
- تجنب الشعور بالانزعاج والألم عند الخضوع لشد الجلد غير الجراحي.
الأسباب التجميلية:
- إزالة التجاعيد والخطوط الجلدية الدقيقة من الوجه.
- إزالة الجلد المترهل من الذراعين والردفين والبطن والعنق.
- الحصول على جلد أكثر نعومة ووجه أكثر امتلاءً وإزالة علامات تقدم السن.
- إزالة الندبات الناجمة عن الحوادث أو الإصابات والحروق.
- زيادة الثقة بجمالك ومظهرك الخارجي وتحسين حالتك النفسية.
هل يستطيع الرجال إجراء شد الجلد؟
يعاني الرجال كما النساء من علامات تقدم السن والتجعدات الجلدية، إذ ينخفض مستوى الكولاجين مع تقدم العمر بصرف النظر عن الجنس، لذا فالجواب هو نعم، يمكن للرجال بالتأكيد الخضوع لإجراءات شد الجلد الجراحية وغير الجراحية، ويمكن إشراك العلاج مع عمليات تجميلية أخرى مثل شفط الدهون لإزالة علامات البدانة. يُعد شد الجلد بالليزر من أكثر التقنيات رواجًا وفعاليةً للجنسين، ويمنح نتائج طبيعية ومباشرة وسريعة دون الحاجة إلى فترة نقاهة.
ما هي طرق شد الجلد:
شد الجلد الجراحي:
إجراء جراحي يزيل فيه الجراح الجلد الزائد والمترهل ويشد الجلد المتبقي ليزيل التجاعيد وعلامات تقدم السن. تحتاج هذه الجراحة إلى تخدير موضعي ويمكن تطبيقها على جلد الوجه والعنق والبطن والذراعين. قد تكون هذه العملية «كاملة»، أي عبر جرح طولي من مستوى الحاجبين نحو أسفل الوجه على امتداد خط الشعر عادةً، أو «جزئيًا» باستخدام جروح أصغر تحتاج زمنًا أقصر للشفاء.
كلما زاد مقدار التداخل الجراحي، تزداد النتائج وضوحًا، لكن يزداد معها زمن الشفاء والاختلاطات المرافقة، إذ قد تسبب العدوى والتورم والاحمرار، وتكون النتائج غير قابلة للتراجع عادةً، ما يضع على عاتق المريض مسؤولية الاختيار الجيد لنوع العملية والنتيجة المرغوبة ووضع توقعات منطقية للنتائج التجميلية.
حتى تكون مرشحًا جيدًا للجراحة، عليك أن تكون/ي جربت العلاجات المنزلية ومنتجات شد الجلد وإزالة التجاعيد، وألا تكوني حامًلا أو مرضعًا، ولديك رخاوة جلدية خفيفة إلى متوسطة قد تزداد مع الزمن، وتتمتعين بصحة جيدة دون أمراض خطيرة أو مهددة للحياة.
الطرق غير الجراحية لشد الجلد:
شد الجلد بالأمواج فوق الصوتية Ultrasound:
تستخدم بعض التقنيات الحديثة الأمواج فوق الصوتية لشد الجلد، فهي ترفع حرارة الجلد ضمن عمق ومواقع محددة. تحرض هذه الأمواج إنتاج الكولاجين، وهو من الألياف الضرورية لمرونة الجلد ونضارته، وتمنحه مظهرًا مشدودًا.
استخدمت هذه التقنية لعقود عديدة، وأظهرت مستوًى عاليًا من الأمان والفعالية على المتقدمين في السن في الحالات الخفيفة وعند المرضى الشباب الراغبين بالحفاظ على مظهر مشدود وتجنب ترهل الجلد مع تقدم العمر.
من ميزات هذه الطريقة:
- يمكن استخدام هذه التقنية لشد الجلد في كل من الذقن والحاجبين والعنق والصدر.
- يُفضل استخدامها على المرضى الشباب عند بداية ظهور علامات تقدم السن.
- تساعد على تأجيل عملية شد الجلد الجراحية.
- تستغرق الجلسة 30 إلى 90 دقيقة ولا تحتاج إلى فترة نقاهة.
- قد يشعر المريض ببعض الانزعاج المؤقت خلال تطبيق الأمواج على الجلد.
- تشمل الآثار الجانبية الاحمرار والتكدم والخدر، وهي غالبًا خفيفة ومؤقتة تزول خلال عدة أيام.
- تظهر نتائج العلاج بعد شهرين إلى ثلاثة أشهر، ويمكن أن تستمر نحو سنة عند العناية الجيدة بالجلد في المنزل.
شد الجلد بالأمواج الراديوية radiofrequency (RF):
يمكن استخدام هذه الأمواج أيضًا لرفع حرارة الجلد وتحريض إنتاج الكولاجين. تركز هذه الأشعة على الطبقات البشروية على عكس الأمواج فوق الصوتية، فتمنح مظهرًا أكثر نعومةً وصفاءً. هذه التقنية فعالة لدى الشباب وكبار السن، وتفيد في تأخير الحاجة لإجراء المعالجات التجميلية الجراحية.
من ميزات هذه التقنية:
- يمكن استخدام الأمواج الراديوية لعلاج الجلد المترهل في الوجه و العنق واليدين والجسم.
- يمكن إجراء الجلسات في العيادة، إذ لا تسبب أي انزعاجات ولا تحتاج فترة نقاهة.
- تمتاز بأمانها على جميع أنواع الجلد.
- توجه بعض التقنيات الأمواج فوق الصوتية إلى الطبقة تحت الجلد، وبالتالي قد تحتاج شقًا جراحيًا صغيرًا تحت التخدير الموضعي.
- تظهر النتائج تدريجيًا وتتحسن على مدى أشهر من العلاج بسبب التأثير المحرض لنمو الكولاجين.
- تسمح تقنية الإبر المجهرية المتوافرة حاليًا بإشراك الأمواج الراديوية مع هذه الإبر لتحريض نمو الكولاجين والإيلاستين بدرجة أكبر وعلاج الطبقات الأعمق من الجلد.
- قد تحتاجين 2 – 6 جلسات للحصول على النتيجة المثالية.
شد الجلد المشترك بالأمواج الراديوية والنبضات الضوئية IPL/RF:
تستخدم هذه التقنية كلًا من الأمواج الراديوية مع النبضات الضوئية الكثيفة لتسخين الطبقات الأعمق من الجلد وتحرض عملية الشفاء الطبيعية التي تشمل نمو الكولاجين. إن إضافة النبضات الضوئية في هذه التقنية تسمح بعلاج مساحة كبيرة وعدد كبير من الأمراض الجلدية، بينما تفيد الأمواج الراديوية بالتركيز على المناطق العميقة. تُعد هذه الطريقة فعالة جدًا وقادرةً على التعامل مع حالات متعددة في وقت واحد.
من ميزات هذه التقنية:
- يرسل جهاز النبضات الضوئية أطوالًا موجيةً متعددة لعلاج مجموعة من الحالات الجلدية بالتزامن.
- يمكن إجراء الجلسات في العيادة مع وقت شفاء قصير.
- يعاني المرضى عادةً من بعض الانزعاج.
- تظهر النتائج تدرجيًا مع إنتاج الجلد للكولاجين الجديد.
- يوصى بإجراء سلسلة من العلاجات للحصول على نتائج مثالية.
- قد لا يكون العلاج مناسبًا للجلد الداكن أو الأسمر.
كيفية اختيار الطريقة المناسبة لك
يمكنك اختيار الطريقة الأفضل اعتمادًا على عدة عوامل، منها حالتك العامة وفعالية الإجراء وكلفته المادية وزمن الشفاء وتفضيلاتك الشخصية. عند الحاجة إلى شد خفيف، كما في حالة الخطوط الدقيقة والتجاعيد الصغيرة، يمكن اللجوء إلى كريمات وغسولات شد الوجه، بينما تحتاج التجاعيد الأكبر إلى تقنيات أكثر تعقيدًا مثل الأمواج فوق الصوتية والترددات الراديوية والليزر، ويبقى التداخل الجراحي أكثر التقنيات فعالية على الحالات المعقدة، لكنه يحتاج إلى فترة شفاء أطول وقد يترك ندبًا جراحيةً تختفي تدريجيًا.
ما مدى فعالية وأمان هذا الإجراء؟
يعتمد أمان العملية ومعدل الاختلاطات على مهارة الطبيب وخبرته وجودة المركز الطبي وفريق العناية الصحية، إضافةً إلى تعاون المريض بعد العمل الجراحي أو الجلسات العلاجية. تحمل عملية شد الجلد معدلًا منخفضًا من الاختلاطات في حال أجريت باليد الخبيرة، لكنها مثل جميع العمليات الجراحية الأخرى قد تسبب التورم والاحمرار والألم وتغير الحس والعدوى، لذا من الضروري الالتزام بالتوصيات والأدوية الموصوفة لتجنب هذه الاختلاطات. لا تسبب طرق شد الجلد غير الجراحية اختلاطات ملحوظة عادة، ولا تتجاوز بعض الانزعاج والألم الخفيف الذي يزول سريعًا، لكن من الضروري أن تتابعي مع طبيبك وتبقيه مطلعًا على النتائج والتأثيرات الجانبية المرافقة.