مقدمة عن تقنية الميزوثرابي
إن الميزوثيرابي هو طريقة غير جراحية لإزالة الدهون ونحت الجسم، ويستخدم أيضًا لعلاج تساقط الشعر وشيخوخة الجلد. تم تطويره لأول مرة في فرنسا عام 1952 لعلاج اضطرابات الأوعية الدموية واللمفاوية. ومع ذلك، فقد اكتشف الباحثون والأطباء أنّ الميزوثيرابي قد يكون مفيدًا أيضًا في علاج الألم المزمن وتساقط الشعر (الثعلبة) واضطرابات العظام والمفاصل والصدفية، وذلك اعتمادًا على المواد المختلفة التي يتم حقنها.
في الآونة الأخيرة تم اكتشاف أنه يمكن تقليل دهون الجسم عن طريق حقن مواد معينة، حيث يستخدم الميزوثيرابي على نطاق واسع للمساعدة في تقليل السيلوليت ونحت الجسم وإزالة التجاعيد وتجديد شباب الوجه. على الرغم من أن هذه التقنية مستخدمة على نطاق واسع في جميع أنحاء أوروبا وأمريكا الجنوبية، إلا أن الميزوثيرابي هو خيار علاجي جديد نسبيًا في الولايات المتحدة ونيوزيلندا.
ما طريقة إجراء الميزوثيرابي؟
تجنب الأسبرين وغيره من أدوية المضادة للالتهابات غير الستيرويدية (NSAIDs) لمدة أسبوع واحد قبل الإجراء، فقد تزيد هذه الأدوية من خطر النزيف والكدمات أثناء إجراء الميزوثيرابي.
تتضمن هذه التقنية حقن مواد معينة عبر إبرة رفيعة جدًا، في الطبقة المتوسطة من الجلد في المنطقة المختارة. ويعتمد مزيج المواد المحقونة على الهدف العلاجي الذي ينوي الطبيب الأخصائي الوصول إليه. قد يحتوي على كميات صغيرة من المستخلصات النباتية والفيتامينات والإنزيمات والمغذيات والهرمونات والأدوية مثل موسعات الأوعية ومضادات الالتهاب غير الستيرويدية ومضادات مستقبلات بيتا والمضادات الحيوية.
هناك اثنين من أكثر المواد شيوعًا المستخدمة في علاج السيلوليت وتقليل الدهون في الجسم هما: الليسيثين والأيزوبروتيرينول.
- الليسيثين: وهو مركب موجود في العصارة الصفراوية البشرية ويستعمل لهضم الدهون الغذائية.
- الأيزوبروتيرينول: هو عامل مذيب للدهون يطلق تفاعلًا كيميائيًا في الجسم لتفكيك الخلايا الدهنية.
يستخدم الحقن على الوجه وفروة الرأس والرقبة والصدر واليدين والمناطق الموضعية لتراكم الدهون. عادةً ما يتطلب الميزوثيرابي سلسلة من الجلسات العلاجية من 3 – 15 جلسة علاجية كل أسبوعين.
قد يُستَعمل دواء مخدر على الجلد أو لا، كما تُستخدم إبرة خاصة قصيرة للحقن. ويمكن توصيل الإبرة بمضخة ميكانيكية لإيصال العديد من الحقن المتتالية.
يمكن إعطاء الحقن على أعماق مختلفة من الجلد من 1 إلى 4 ملم، حسب الحالة التي تعالج، ويحتاج المريض على الأرجح إلى عدة جلسات ميزوثيرابي للحصول على التأثير المطلوب.
أكثر الإجراءات التي يستخدم فيها الميزوثيرابي
يتم استخدام الميزوثيرابي من أجل:
- إزالة الدهون في مناطق مثل البطن والفخذين والأرداف والوركين والساقين والذراعين والوجه.
- تقليل السيلوليت.
- إزالة التجاعيد والخطوط.
- شد الجلد المترهل.
- إعادة نحت الجسم.
- تفتيح البشرة المصطبغة.
- بالإضافة إلى علاج التجاعيد وإزالة الدهون غير المرغوب فيها، يستخدم الميزوثيرابي أيضًا لعلاج تساقط الشعر. يقوم العلاج على حقن مستخلصات نباتية طبيعية أو فيتامينات أو أدوية مثل فيناسترايد ومينوكسيديل في الرأس.
لا توجد صيغة قياسية للمواد المحقونة في الميزوثيرابي. يستخدم الأطباء العديد من المحاليل المختلفة حسب الهدف العلاجي، بما في ذلك:
- الأدوية مثل موسعات الأوعية والمضادات الحيوية.
- الهرمونات مثل الكالسيتونين والتيروكسين.
- إنزيمات مثل كولاجيناز وهيالورونيداز.
- مواد تحل الدهون مثل الليسيثين والأيزوبروتيرينول.
- مستخلصات عشبية.
- الفيتامينات و المعادن.
ما الذي يميز الميزوثيرابي عن الإجراءات الأخرى؟
الميزوثيرابي وشفط الدهون
يعتبر الميزوثيرابي بديلًا غير جراحي لشفط الدهون، ولإزالة الدهون غير المرغوب فيها. وتقوم عملية شفط الدهون بإزالة الدهون بشكل دائم من مناطق مثل المعدة والفخذين والظهر، وذلك عن طريق إدخال أنبوب بلاستيكي رفيع من خلال شقوق صغيرة في الجلد، ثم شفط الدهون باستخدام جهاز تفريغ جراحي. وتُجرى العملية تحت التخدير العام.
على الرغم من أن شفط الدهون فعال في إزالة الدهون بشكل دائم، إلا أن التعافي قد يستغرق ما يصل إلى ستة أسابيع، كما أنّ لها مخاطر مثل تلف الأعصاب والأوعية الدموية، وعدم انتظام ملامح الجلد والحروق والإنتان. كما أن شفط الدهون مكلف. حيث في عام 2016 كان متوسط تكلفة الإجراء 3200 دولار.
الميزوثيرابي ليس عملية جراحية مثل شفط الدهون، حيث لا توجد شقوق. وبتكلفة وسطية من 250 دولار إلى 600 دولار للجلسة، تكون التكلفة أقل بكثير من شفط الدهون. ومع ذلك، قد يحتاج المريض إلى 10 جلسات أو أكثر للحصول على النتائج التي يريدها.
من إحدى عيوب الإجراء أنه ليس من الواضح مدى جودة عمل الميزوثيرابي لإزالة الدهون. حيث لم يتم إجراء بحوث كافية لاختباره، وتختلف الأساليب المستخدمة وفقًا للمكان الذي أجريت فيه.
الميزوثيرابي وحل الدهون
وهناك ما يسمى بـ”حل الدهون” عن طريق الحقن، وهو علاج آخر غير جراحي يشبه الميزوثيرابي. غالبًا ما يتم استخدام المصطلحين “الميزوثيرابي” و”حقن حل الدهون” بشكل مترادف، على الرغم من اختلافهما قليلًا.
أثناء عملية حل الدهون عن طريق الحقن، يقوم الطبيب بحقن فوسفاتيديل كولين وديوكسيكولات في طبقة الدهون تحت الجلد لتفتيت الدهون. كما هو الحال مع الميزوثيرابي، هناك القليل من الأدلة التي تثبت فعالية حل الدهون بالحقن.
لا توصي الجمعية الأمريكية لجراحي التجميل بإذابة الدهون بالحقن أو الميزوثيرابي لإزالة الدهون. حيث يقولون أنه لا توجد أبحاث كافية لتأكيد نجاح هذه العلاجات أو الإحراءات.
لماذا يخاف بعض الناس من إجراء الميزوثيرابي؟
تكون الآثار الجانبية والمخاطر ضئيلة للميزوثيرابي في حال توجه المريض لطبيب مختص وممارس. ونظرًا لأن الميزوثيرابي يتم إعطاؤه مباشرة في المنطقة المرغوبة، يُعتقد أن الآثار الجانبية محدودة أو منخفضة.
تشمل الآثار الجانبية التي تم ملاحظتها ما يلي:
- رد فعل تحسسي: قد يحدث غثيان و طفح جلدي واحمرار ورد فعل تحسسي فوري أو متأخر تجاه الأدوية / المحاليل المحقونة.
- إنتان الجلد: إن الخطر الرئيسي المرتبط بالميزوثيرابي هو الإصابة بإنتان جلدي خطير في موقع الحقن. ومع ذلك، فإنه يحدث فقط عندما يتم تنفيذ الإجراء في ظروف غير صحية.
- الشعور بالحرقة والوخز: قد تشعرين أيضًا بالحرقان في منطقة العلاج بعد العملية. وهذا أحد الآثار الجانبية الشائعة ولكنه لا يستمر لفترة طويلة. يمكنك تقليل الإحساس بالحرق عن طريق تثليج مواقع الحقن.
- تورم وكدمات: التورم والكدمات هما من الآثار الجانبية الأخرى الشائعة التي يعاني منها كل فرد تقريبًا بعد الميزوثيرابي. لكنها تذهب من تلقاء نفسها في غضون ساعتين. حتى لو استمر لفترة طويلة، فلا ينبغي أن يستمر لأكثر من يوم. يساعد وضع الثلج على مناطق العلاج في تقليل التورم والكدمات.
- تشوهات شكلية: تصبغ ونتوءات وتقرح وتندب في موقع الحقن
بعد الإجراء
نظرًا لأن الميزوثيرابي إجراء غير جراحي، فعادةً لا يكون هناك أي فترة نقاهة. يستطيع العديد من الأشخاص العودة إلى أنشطتهم المعتادة على الفور. قد يحتاج البعض الآخر إلى يوم عطلة بسبب التورم والألم في موقع الحقن.