مقدمة عن عملية زراعة الشعر
تُعد عملية زراعة الشعر من أكثر عمليات التجميل رواجًا وانتشارًا حول العالم، إذ تمكنك من استعادة المظهر الطبيعي لشعر الرأس والتخلص من الصلع وخفة الشعر والفراغات في فروة الرأس والذقن والحاجبين، وقد تُجرى لاستعادة شعر الرموش والصدر وتغطية الندبات الناجمة عن الإصابات أو الشقوق الجراحية، إضافةً إلى علاج بعض الحالات المرضية مثل الثعلبة والصلع الوراثي خاصةً عند الذكور. تعتمد عملية زراعة شعر الرأس على إزالة جريبات الشعر من منطقة من فروة الرأس (عادةً الوجه الخلفي للفروة) وزرعه في مناطق الصلع أو الشعر الخفيف عبر شقوق جلدية صغيرة بالطريقة التقليدية أو باستخدام الروبوت، وهي إجراء آمن وفعال مع معدلات نجاح مرتفعة ونتائج مرضية لدى أغلب المرضى.
أنواع طرق زراعة الشعر
هناك طريقتان أساسيتان لزراعة الشعر:
زراعة الشعر باستخدام الشريحة FUT:
يستخدم الجراح مشرطًا جراحيًا لقطع شريحة جلدية من جلد الفروة على الوجه الخلفي للرأس بطول عدة إنشات، ويخيط منطقة الشق الجراحي بعد فصل الشريحة باستخدام قطب جراحية، ثم يستخرج وحدات زراعة الشعر من الشريحة المقطوفة ليستخدمها لاحقًا في المناطق المرغوبة، ويعتمد في ذلك على عدسة مكبرة ومشرط جراحي. يتلو ذلك إحداث ثقوب صغيرة في المناطق الصلعاء أو خفيفة الشعر وزرع تلك الوحدات المستخرجة. تستغرق هذه الطريقة نحو ساعتين وتمنح نتائج ممتازة ومظهرًا طبيعيًا بعد عدة أشهر من الإجراء.
زراعة الشعر باستخدام الاقتطاف FUE:
تمتاز هذه الطريقة عن الشرائح الجلدية باستخراج الوحدات الشعرية مباشرةً دون اقتطاع جزء من فروة الرأس عبر آلاف الشقوق الصغيرة، ثم يحدث الجراح ثقوبًا في المنطقة المتلقية باستخدام إبرة عقيمة ويغرز فيها الوحدات المستخرجة من المنطقة المعطية. من إيجابيات هذه الطريقة عدم وجود شق جراحي بارز في الفروة، لكنها تستغرق فترة أطول وتنقل عدد أقل من بصيلات الشعر وتترك ندبات دائرية صغيرة.
ظهرت حديثًا تقنية زراعة الشعر بالروبوت التي تعتمد على تكنولوجيا حديثة وتُجرى بكفاءة ودقة عاليتين مع فترة شفاء أقصر، لكن تكلفتها أعلى ولا يمكن تطبيقها سوى على الشعر المسترسل داكن اللون، وتُستخدم فقط لاقتطاف الشعر بينما تُجرى عملية الزرع يدويًا كما في الطريقة التقليدية.
هل عملية زراعة الشعر آمنة؟
تُعد عملية زراعة الشعر إجراءً آمنًا عمومًا، وتملك معدلات نجاح ورضًا مرتفعة، إذ أُجريت 23,348 عملية في عام 2019 في الولايات المتحدة وحدها، لكنها قد تترافق نادرًا مع عدد من الاختلاطات، منها:
- الآثار الجانبية للتخدير.
- النزف.
- الألم.
- العدوى.
- الحكة.
- الوذمة والتورم.
- التكدم حول العينين.
- تغير الحس في المنطقة المانحة أو المتلقية.
- خسارة الشعر المفاجئة بعد العملية.
- الحصول على مظهر شعر مصطنع.
يعتمد حدوث الاختلاطات والآثار الجانبية على عوامل عديدة، أهمها استطباب العملية وحالتك الصحية ومهارة الجراح وخبرته، إضافةً إلى اعتبارات تخديرية واستخدام أدوية وقائية وعلاجية لمنع العدوى والالتهاب.
هناك شروط عديدة تجعل منك مرشحًا مثاليًا لعملية زراعة الشعر، ويؤدي تحقيقها إلى الحصول على نتائج ممتازة دون اختلاطات مذكورة، وتشمل:
- وجود حالات مرضية تحتاج إلى زراعة الشعر مثل الصلع الوراثي والثعلبة.
- خفة الشعر وقلة كثافته خاصة عند الإناث، شرط ألا يكون دوائيًا أو ناجمًا عن انفعلات نفسية.
- أن يكون فقدان الشعر دائمًا، وغير ناجم عن الأدوية أو العلاج الكيميائي، لأن الشعر ينمو مجددًا بعد توقف العلاج دون الحاجة للزرع.
- وجود مناطق مانحة للشعر تكفي لاستخراج الوحدات الشعرية ونقلها.
- الالتزام بتوصيات الطبيب قبل العمل الجراحي وبعده.
- ألا يكون المريض مدخنًا أو مدمنًا على الكحول، أو أن يقلع عنه فترة كافيةً حول العمل الجراحي.
لماذا يلجأ بعض الناس لزراعة الشعر؟
تملك عملية زراعة الشعر استطبابات عديدة وأسبابًا كثيرة تدفع كثير من الناس إلى التفكير في إجرائها، ويزيد من شعبيتها نسبة نجاحها المرتفعة ونتائجها الممتازة. توفر هذه العملية حلًا مثاليًا للصلع الوراثي وفقدان الشعر الدائم أو المؤقت، ومن أهم الحالات التي نلجأ فيها إلى زراعة الشعر:
- علاج الصلع الذكوري والوراثي.
- تغطية الندبات البارزة في فروة الرأس أو الحاجبين أو الذقن.
- علاج الثعلبة التي تسبب فراغات في فروة الرأس.
- زيادة كثافة الشعر الخفيف.
- علاج تراجع خط الشعر.
ومن ميزات هذه العملية
- عملية سريعة تستغرق نحو ساعتين.
- تمنح نتائج تجميليةً دائمةً عادةً.
- تترافق مع آثار جانبية نادرة.
- تملك معدلات نجاح مرتفعة.
- تُجرى تحت التخدير الموضعي، وبذلك لا تترافق مع اختلاطات تخديرية خطيرة.
- تؤدي إلى تغير ملحوظ يساعد على تحسين الثقة بالنفس وتقدير الذات.
- يمكن العودة إلى الحياة الطبيعية خلال عدة أيام.
حالات لا يوصى فيها بإجراء زراعة الشعر
لا يمكن زراعة الشعر في جميع حالات الصلع وتساقط الأشعار، بل يجب الانتباه إلى عدة حالات لا يوصى فيها بإجراء العملية، ومنها:
- عدم وجود مناطق مانحة للشعر كما في حالة الصلع التام.
- حالات فقدان الشعر القابلة للتراجع مثل تساقط الشعر التالي للصدمات النفسية واستخدام الأدوية والعلاج الكيميائي.
- عدم تعاون المريض وعدم التزامه بالتوصيات الطبية.
- وجود ندبات سميكة ناكسة متليفة بعد الإصابات أو العمليات الجراحية.
- المريض الكحولي والمدخن بشدة الذي يرفض الإقلاع قبل فترة كافية من العملية.
- بالنسبة للجراحة الروبوتية: عدم رضا المريض بصبغ الشعر بلون داكن، لأن ذلك يؤثر على كفاءة الجهاز.
ما الذي يمكن توقعه من عملية زراعة الشعر على المدى البعيد؟
عادةً ما تمنح عملية زراعة الشعر نتائج دائمةً، ولا تحتاج إلى إعادة الجلسات للحفاظ على النتيجة. يستمر نمو الشعر في المناطق المتلقية مع الزمن، ويعود إلى الشكل الطبيعي تدريجيًا، وهذا يستغرق وسطيًا 9 أشهر. قد تبدو منطقة الزرع أكثر أو أقل كثافة اعتمادًا على عدة عوامل:
- نوعية الشعر المجعد أو المسترسل.
- مرونة الفروة ورخاوة الجلد فيها.
- كثافة الجريبات الشعرية المزروعة.
- نوعية الوحدات الشعرية المنقولة.
وبالتأكيد يجب الالتزام بالتوصيات الطبية وتناول الأدوية الموصوفة للحصول على النتيجة المتوقعة.
الخيارات البديلة لزراعة الشعر
تتوافرالعديد من الأدوية الفعالة في علاج الصلع التي تُجنبك الخضوع إلى عملية الزرع وتستعيد الشعر المتساقط أو تبطئ من خسارته، لكنها قد لا تصل إلى ذات الفعالية والسرعة التي تملكها زراعة الشعر الجراحية. تشمل الأدوية المرخصة لعلاج تساقط الشعر ما يلي:
- مينوكسيديل: يُطبق على فروة الرأس مرة واحدة يوميًا عند النساء ومرتين عند الرجال، ويستغرق ستة أشهر على الأقل لإيقاف تساقط الشعر وعدة أشهر أخرى لتتضح نتائجه، وعند الاستفادة عليه يجب الاستمرار باستخدامه إلى إشعار آخر للحفاظ على فوائده.
- فيناستريد: مستحضر خاص بالرجال يؤخذ مرةً واحدةً يوميًا على شكل حبوب، ويشابه في فعاليته تأثير المينوكسيديل، لكنه قد لا يعمل عند الرجال أكبر من 60 عامًا.
- أدوية أخرى: سبيرونولاكتون وأفودارت.