مقدمة عن عملية زراعة الشعر
تقل كثافة الشعر بشكل طبيعي مع التقدم بالعمر، و من الممكن أن تسبب العديد من الأمراض والحالات الفيزيولوجية تساقط الشعر بكميات كبيرة، وقد يكون هذا التساقط مؤقتًا أو دائمًا، وتتنوع أساليب علاج تساقط الشعر، ولكن تبقى عملية زراعة الشعر أهم هذه العلاجات وأشيعها في الوقت الحالي، ولهذه العملية عدة ميزات حيث تمنحك مظهر شعر صحي وطبيعي وتزيد من ثقتك بنفسك وجمالك وتجرى تحت التخدير الموضعي دون أن تسبب ألم كما أنها تتطلب فترة نقاهة قصيرة ويمكنك متابعة حياتك اليومية مباشرةً بعدها.
ما هي طرق زراعة الشعر؟
هناك طريقتان رئيسيتين لإجراء عملية زراعة الشعر، طريقة زراعة الشعر باستخدام الشريحة الجلدية FUT وطريقةزراعة الشعر باستخدام الاقتطاف FUE.
زراعة الشعر باستخدام الشريحة الجلدية FUT
هي الطريقة الأقدم والأكثر استخدامًا في عمليات زراعة الشعر، إذ يقوم الجرَّاح فيها بتنظيف فروة الرأس بشكل جيّد وإجراء تخدير موضعي باستخدام إبرة صغيرة، ثم يحدد المنطقة المراد زراعة الشعر فيها عن طريق رسم خط حولها. بعد ذلك، يقص باستخدام المشرط الجراحي منطقة من الجلد غنية بالشعر من الظهر أو الصدر ويستخرج البصيلات منها ويضعها في سائل مغذٍ إلى حين البدء بزراعتها، ثم يحدث ثقوب في المنطقة المراد زراعة الشعر فيها ويزرع البصيلات، وفي النهاية يغلق الشق الجراحي الناتج عن قطع الشريحة.
لهذه الطريقة عدة ميزات أهمها أنها تحتاج إلى وقت أقل من طريقة الاقتطاف، إذ تستغرق ساعتين وسطيًا، وتختلف المدة حسب حالة كل مريض كما أننا يمكننا زراعة 1200 شعرة في الجلسة الواحدة إضافةً إلى أنها طريقة قديمة ومجربة بصورة أكبر من طريقة زراعة الشعر عبر الاقتطاف FUE.
زراعة الشعر باستخدام طريقة اقتطاف البصيلات FUE
تعتبر هذه الطريقة جديدة حيث بدأ العمل بها عام 2003، وهي تشبه طريقة الشريحة في الخطوات الأولى، إذ يجري الجرَّاح تخديرًا موضعيًا لفروة الرأس بعد تنظيفها ويحدد المنطقة المراد زراعة الشعر فيها برسم خط حولها، لكن بدلًا من استخدام المشرط لقص منطقة من الجلد يستعين الجرَّاح بأداة دقيقة جدًا، ليستخرج البصيلات مباشرةً من المنطقة المانحة، ويضعها في سائل مغذٍ إلى حين زراعتها في المنطقة المراد زراعة الشعر فيها، ومن أهم ميزات هذه الطريقة أنه لا يوجد فيها شق جراحي أو قطب بل ندب دائرية صغيرة فقط كما أنه يمكن زراعة 7000 أو 8000 شعرة في جلسة واحدة، ولكن من أهم سلبياتها هي أنها تستغرق مدة طويلة قد تصل إلى 8 ساعات للجلسة الواحدة كما أن تكلفتها أكبر من تكلفة عملية زراعة الشعر باستخدام الشريحة الجلدية.
ما هي أهم أسباب خسارة الشعر؟
قبل البدء بالتحضير لعملية زراعة الشعر ينبغي علي طبيب الأمراض الجلدية أو الجراحة التجميلية الخاص بك تحديد سبب خسارة الشعر لعلاجه ومنع نكسه بعد الزراعة، ومن أهم الأسباب التي تؤدي لخسارة الشعر:
- الصلع الوراثي لدى الذكور أو الإناث
- التغيرات الهرمونية المرافقة للحمل والولادة وسن اليأس
- داء الثعلبة (مرض من أمراض المناعة الذاتية يهاجم بصيلات الأشعار).
- التهابات فروة الرأس.
- أمراض الغدة الدرقية.
- الأمراض التي تسبب تندب في فروة الرأس كالذئبة والحزاز المسطح.
- التندبات التالية لإصابات الرأس رضية المنشأ.
- بعض الأدوية وخاصة أدوية ارتفاع التوتر الشرياني والاكتئاب وأدوية العلاج الكيميائي.
- الحمى الشديدة وفقدان الوزن الشديد.
- التعرض لرضوض نفسية شديدة.
- عوز الحديد والفيتامينات وبعض المواد الأساسية الأخرى.
متى تظهر نتائج عملية زراعة الشعر وهل تستمر بشكل دائم؟
بعد زراعة الشعر يلاحظ معظم المرضى تساقط الشعر المزروع في غضون أسبوعين إلى ستة أسابيع، وقد يكون هذا الأمر محبطًا إلا أن ذلك طبيعي بشكل كامل وهذا الشعر سيعود للنمو في غضون بضعة أشهر ويستمر بشكل دائم.
يستغرق الأمر حوالي ستة أشهر قبل أن نتمكن من رؤية تغيرات كبيرة في نمو الشعر وتكون النتائج الكاملة للزراعة مرئية بعد عام من العملية، وفي معظم الحالات تستمر نتائج عملية زراعة الشعر مدى الحياة، لأن بصيلات الشعر زرعت في مناطق الصلع غير الحاوية على بصيلات الشعر، إلا أنه قد تؤثر عدة عوامل على ذلك أهمها نوع شعر المريض ونمط حياته وعمره ومدى تساقط الشعر لديه.
ما هي المخاطر المحتملة أثناء عملية زراعة الشعر وبعدها؟
بعد إجراء عملية زراعة الشعر هنالك عدة اختلاطات ممكنة الحدوث، ينبغي أن يقوم الطبيب بإطلاعك على جميع المخاطر والاختلاطات وكيفية التعامل معها، ومن أهمها:
- حدوث نزي أثناء الإجراء.
- التهاب الجرح أو فروة الرأس.
- وذمة أو تورم في فروة الرأس.
- الإصابة بحكة.
- ظهور الكدمات حول العينين.
- إحساس بالخدر والتنميل في فروة الرأس.
- التهاب بصيلات الأشعار.
- الإصابة بعدوى.
- الحصول على مظهر غير متناسق للشعر.
- خسارة الشعر المزروع وهذا يحدث في بعض الحالات بالفعل.
- الحصول على نتائج غير كافية أو غير مرضية.
هل هنالك طرق بديلة لعملية زراعة الشعر؟
عمليات زراعة الشعر مكلفة وتحتاج لعدة جلسات، وهذا قد لا يناسب كل المرضى، وتتواجد عدة طرق بديلة لعملية زراعة الشعر يمكن استخدامها لعلاج حالات الصلع وتساقط الأشعار، ومن أهم هذه الطرق:
استخدام المونوكوسديل:
هو علاج موضعي يتم تطبيقه على فروة الرأس ويعتقد أنه يؤثر عبر توسيع الأوعية الدموية في فروة الرأس، ما يحفز نمو الشعر، ويمكن استخدامه من قبل الرجال والنساء لعلاج حالات الصلع الذكوري والأنثوي وهو يتوفر بدون وصفة طبية وبتراكيز مختلفة، إلا أنه له بعض المساوئ أهمها أنه قد يستغرق الأمر عدة أشهر قبل أن نرى النتائج وحتى بعد مرور هذه الفترة الزمنية فإن نمو الشعر من الممكن ألا يحدث لدى كل المرضى.
العلاج بالضوء منخفض الدرجة LLLT:
تستخدم هذه الطريقة لتعزيز نمو الشعر لدى النساء والرجال، ويعتقد أنه يعمل عن طريق امتصاص الخلايا لأشعة الليزر، ما يؤدي إلى تعزيز نشاط الخلية. مع ذلك لا تتوافر أدلة علمية كافية تؤكد كيفية عمل هذا العلاج كما أنها قد لا تحقق النتائج المطلوبة لدى جميع المرضى أيضًا.
الصبغ المجهري لفروة الرأس:
في هذه العملية يتم حقن مواد صباغية ضمن طبقات الجلد لكي تعطي مظهر مشابه لمظهر الشعر الحقيقي.
في النهاية، من المهم أن نعلم أن هذه الطرق على الرغم من أنها بسيطة وسهلة وأقل تكلفة من عملية زراعة الشعر إلا أنها في معظم الحالات لا تستطيع تحقيق نتائج مشابهة لعملية زراعة الشعر.