مقدمة عن عملية زراعة الشعر
عملية زراعة الشعر واحدة من العمليات الشائعة التي تُجرى في العيادة الطبية تحت التخدير الموضعي، وتزايد الإقبال عليها في السنوات الأخيرة، وفيها ينقل الطبيب البصيلات الشعرية من أماكن وجودها في فروة الرأس (الجوانب والخلف عادةً) إلى الأماكن الخالية من الشعر أو الفقيرة به (قمة الفروة). يعد الصلع الأندروجيني، وهو نمط وراثي للصلع شائع جدًا عند الرجال ويظهر بشكل أخف عند السيدات، السبب الأبرز في فقدان الشعر، وتشمل الأسباب الأخرى:
- النظام الغذائي الفقير بالمغذيات.
- الضغط النفسي والتوتر لفترات طويلة.
- بعض الأمراض.
- الاضطرابات الهرمونية.
- استخدام بعض الأدوية.
يختلف انتشار الصلع وخسارة الشعر بين المجموعات العرقية تبعًا لعوامل وراثية، ويقدر أن 50% من الرجال سيصابون بالصلع الأندروجيني، ما يعني أن هذه العملية تمنح الأمل لمئات الملايين من المصابين حول العالم. يمكن أيضًا زرع الشعر في الحاجبين أو الرموش أو الذقن. وتكون النتائج عمومًا ممتازة والتأثيرات الجانبية قليلة.
طرق زراعة الشعر
تستخدم تقنيتان أساسيتان في زراعة الشعر:
- زراعة الشعر بتقنية الشريحة.
- زراعة الشعر بتقنية الاقتطاف.
زراعة الشعر بطريقة الشرائح
تعني نقل شريحة جلدية حاملة للبصيلات الشعرية، عادةً من المنطقة الخلفية لفروة الرأس، حيث يكون الشعر أغزر، إلى المنطقة المعالجة. تؤخذ شرائح صغيرة من الجلد وتجهز بوضعها في سائل مغذي قبل زرعها، تُشق فتحات صغيرة في المكان المطلوب لتستقبل هذه الشرائح.
هذه الطريقة هي الأقدم، وتعطي نتائج ممتازة لكن لها مساوئها، فهي تترك ندبات ملحوظة في الأماكن التي تؤخذ منها الشرائح وسيكون على المريض الاعتناء بالجروح في المنطقة المانحة إلى جانب العناية بالشرائح المزروعة.
زراعة الشعر بتقنية الاقتطاف
طُورت زراعة الشعر بتقنية الاقتطاف بهدف الحصول على النتائج التي تحققها الزراعة بتقنية الشريحة دون التعرض لمساوئ تلك التقنية (الندبات وفترة التعافي الطويلة)، وفيها تؤخذ البصيلات الشعرية من المنطقة المانحة بشكل فردي وتنقل إلى المنطقة الفاقدة للشعر. وبخلاف الطريقة السابقة لا يؤخذ النسيج الجلدي وإنما الشعرة فقط. توضع الأشعار المنقولة في شقوق صغيرة في المنطقة المطلوبة.
تمتاز هذه التقنية بأنها أقل إحداثًا للمضاعفات والانزعاج، إذ يستطيع الشخص العودة إلى الحياة سريعًا بعد العملية، وتكون الندبات بسيطة مقارنةً بالتقنية السابقة.
زراعة الشعر بالروبورت
من التقنيات الحديثة التي ساهمت في جعل عملية زراعة الشعر أكثر فعالية وأقل إحداثًا للمشاكل إدخال الأنظمة المحوسبة (زراعة الشعر الروبوتية) التي تستطيع إجراء العملية بدقة أكبر وبسرعة وتساهم في تجنب الأخطاء البشرية وتقليل الآثار الجانبية والوصول إلى مظهر طبيعي قدر الإمكان، كما أنها تمتاز بنسب نجاح أعلى مقارنة بالإجراءات التقليدية. مع ذلك، قد يصاحبها بعض الاختلاطات.
كيف يمكن تحديد الطريقة المناسبة لكل حالة؟
يعتمد اختيار الطريقة المناسبة لك بشكل كبير على حالتك. تهدف كل الطرق إلى استعادة مظهر الشعر الطبيعي والثقة مجددًا. العوامل التي تحدد الطريقة المناسبة:
- مدى خسارة الشعر.
- كمية الشعر المتبقي وطبيعته.
- التكلفة.
- النتيجة التي ترغب بها.
لكل من هاتين الطريقتين مزايا خاصة، من مزايا زراعة الشعر بطريقة الشريحة:
- غالبًا ما تكون كمية الأشعار المأخوذة أكبر، ويختلف ذلك تبعًا لغزارة الشعر في المنطقة المانحة.
- الزمن المطلوب خلال العملية أقل عمومًا.
- التكلفة عادة أقل.
أما مزايا زراعة الشعر بطريقة الاقتطاف:
- التندب الناتج عن هذه العملية بسيط جدًا.
- التعافي بعد العملية أسرع.
- مفضلة في المراحل المبكرة من الصلع وفي حال وجود بقع صغيرة خالية من الشعر. فقط.
لا تترد في توجيه الأسئلة لطبيبك واحرص على توضيح النتيجة التي ترغب بها، وسيساعدك الطبيب على اختيار الطريقة المناسبة لحالتك.
الاختلاطات التالية للعملية
تعد عملية زراعة الشعر آمنة للغاية، ولكن من المحتمل حدوث بعض الاختلاطات في المرحلة التالية للعملية، تشمل هذه الاختلاطات:
- النزف.
- الحكة.
- عدوى الجروح والتهابها.
- تورم الفروة وانتفاخها.
- التهاب بصيلات الأشعار.
- إحساس بالخدر أو النمل في فروة الرأس.
- كدمات حول العينين.
- قشور في مكان الشقوق في المنطقة المانحة.
- خسارة الشعر المؤقتة.
أهم الاختلاطات اللاحقة:
- ظهور الندبات الدقيقة في مكان الزرع.
- ظهور الندبات في مكان أخذ الشرائح (في حال اتباع تقنية الشريحة).
- نتيجة جمالية غير مرضية، أو توزع غير متناظر للشعر.
- فقدان الشعر مجددًا.
سيطلعك طبيبك على الاختلاطات الممكنة وسيرشدك إلى اتباع أفضل الوسائل لتجنبها، وسيتولى تدبيرها إذا حدثت. اتصل بالطبيب في حال ظهور أي مشكلة غير متوقعة.
متى تظهر نتائج عملية زراعة الشعر؟
لا تظهر نتائج عملية زراعة الشعر بشكل فوري بعد إجراء العملية، ولا بد من الانتظار فترة من الوقت قبل بدء نمو الأشعار المزروعة. تكون نتائج هذه العملية ممتازة عمومًا، بنسب نجاح متفاوتة، تبعًا للتقنية المستخدمة ومهارة الطبيب واعتبارات أخرى. يتساقط الشعر المزروع في البداية خلال أسبوعين أو ثلاثة بعد العملية، لكنه يعاود النمو مجددًا خلال 3-4 أشهر وتظهر معظم الأشعار بعد 6-9 أشهر.
ينصح بالانتظار حتى مرور عام كامل على العملية قبل الحكم على نتيجتها النهائية. ولا بد من الانتباه إلى أن بعض الحالات تفشل لأسباب مختلفة. ننصحك باختيار الطبيب الخبير والمدرب على إجراء هذا النوع من العمليات بشكل جيد، ومناقشته وسؤاله عن أية مخاوف تراودك حيال النتيجة المتوقعة. النتيجة النهائية تستحق الصبر لذا امنح العملية وقتًا كافيًا والتزم بإرشادات الطبيب وتعليماته في الفترة التالية للعملية، واتصل به في حال كانت لديك اية استفسارات لاحقة، فهو الأكثر دراية بحالتك.
نصائح بعد العملية
سينصحك الطبيب باتباع الإرشادات التالية بعد العملية:
- عدم لمس الشعر أو تمشيطه أو شده خلال الأسابيع الثلاثة الأولى بعد العملية.
- تجنب التمارين الشديدة والأعمال الشاقة في الأسبوع التالي للعملية على الأقل.
- تجنب تناول الكحول وتجنب التدخين.
- العودة للعمل بعد 2-5 أيام من العملية.
- تجنب غسل فروة الرأس في الأيام الأولى بعد العملية.
- استخدام الشامبو المنصوح به من قبل الطبيب خلال أول أسبوعين بعد العملية.
- رفع الرأس عند النوم لحماية منطقة الزرع.
- تجنب الألبسة الضيقة التي قد تضغط الرأس أو تشد الفروة عند ارتدائها أو نزعها.
- تجنب القبعات حتى يسمح الطبيب بذلك.
- الالتزام بالأدوية الموصوفة من قبل الطبيب.