مقدمة عن عملية ربط المعدة
إنّ جراحة ربط المعدة هي أحد أهم الإجراءات لعلاج البدانة، حيث يبقي على 25% فقط من حجم المعدة. تتميز إجراءات ربط المعدة بخصائص وفوائد كثيرة، بالإضافة إلى مخاطر معينة، وتتزايد أهميتها كإجراء جذري لمعالجة السمنة. هذا الإجراء فعال في فقدان الوزن وتحسين الظروف الصحية والأمراض التي تترافق مع السمنة، بما في ذلك داء السكري وارتفاع ضغط الدم وتوقف التنفس أثناء النوم.
يضع الجراح رباطًا حول الجزء العلوي من المعدة، لإنشاء كيس صغير لحمل الطعام. يحد الرباط من كمية الطعام التي يمكن تناولها بجعل المريض يشعر بالشبع بعد تناول كميات صغيرة من الطعام. يمكن للطبيب بعد الجراحة ضبط الرباط لجعل الطعام يمر بشكل أبطأ أو أسرع عبر المعدة.
الفوائد الصحية لربط المعدة
إن جراحة ربط المعدة تؤدي لتغييرات كبيرة في حياة المريض.
- إمكانية خسارة الوزن على المدى الطويل لمن يعانون من السمنة.
- انخفاض وزن سريع نسبيًا.
- احتمالات أقل للإصابة بإنتان الجروح والفتق بعد الجراحة.
- تقليل مخاطر الإصابة بداء السكري النمط الثاني وارتفاع ضغط الدم وتوقف التنفس أثناء النوم وتشحم الكبد الدهني وآلام المفاصل وفرط شحوم الدم. وغيرها من الحالات المتعلقة بزيادة الوزن.
- تحسين نوعية الحياة بعد الجراحة في كثير من الحالات.
- يوجد أيضًا خيار لإزالة الرباط أو ضبطه. هذا يعني قابلية التعديل، بحيث يمكن شده أو تخفيفه. على سبيل المثال، إذا لم يتم فقدان الوزن بشكل كافٍ، أو إذا كان هناك حالة إقياء بعد الأكل.
- انخفاض إفرازات الهرمونات المسؤولة عن الجوع، ما يؤدي لانخفاض الشهية وانخفاض كمية الطعام المتناولة.
- تُفقد ما بين 40% – 60% من الوزن الزائد بشكل متوسط، لكن هذا يعتمد على الفرد.
- يشعر المريض بالشبع بشكل أسرع بعد تصغير حجم المعدة.
مخاطر عملية ربط المعدة
مخاطر التخدير
يعاني بعض الأشخاص من رد فعل تحسسي للتخدير، كالطفح الجلدي وانخفاض الضغط وتسارع دقات القلب. بالإضافة لمشاكل التنفس، والجلطات الدموية في الساقين التي قد تنتقل إلى الرئتين (الصمة الرئوية)، والنوبة القلبية أو السكتة الدماغية أثناء الجراحة.
الإقياء وعسر الحركة
يحتاج الفرد إلى اتباع التوصيات الغذائية بعناية، حيث إنّ الإفراط في تناول الطعام يمكن أن يؤدي إلى الإقياء أو توسع المريء أو عسر الحركة (قلة الحركة) أو التهاب المريء. قد يتطلب الأمر إزالة السوائل المتجمعة أو إزالة الرباط للمرضى الذين يعانون من أعراض حادة.
ضعف امتصاص الكالسيوم وفيتامين د
أثبتت جراحة ربط المعدة أنها خيار علاجي قيم للسمنة المرضية. ويمكن أن يؤدي هذ الإجراء إلى ضعف امتصاص الأمعاء للكالسيوم وفيتامين د. وهذا يمثل تحديًا لاستتباب الكالسيوم، وربما يساهم في هشاشة العظام، ما يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بالكسور. إلى جانب ذلك، يمكن أن تكون التغيرات الهرمونية التي تحدث بعد الجراحة أيضًا مصدرًا لهشاشة العظام الملحوظ.
فقر الدم
يعد فقر الدم أحد الآثار الجانبية الشائعة لجراحة ربط المعدة. سيحتاج المريض بعد الجراحة إلى فحص فقر الدم لبقية حياته. تؤدي جراحة ربط المعدة لتغيير طريقة امتصاص الجسم للفيتامينات والمعادن من الطعام. تشير نتائج دراسات حالية إلى أن تناول كبسولتين من كبريتات الحديد 320 مجم يوميًا، والتي تحتوي على إجمالي 100 مجم من عنصر الحديد، سيمنع تطور نقص الحديد بعد العملية الجراحية.
الإصابة بالاكتئاب
من المعروف أن التغيرات الكبيرة في الحياة، حتى الإيجابية منها، تؤدي إلى فترات من الاكتئاب لدى الأفراد المعرضين للإصابة بهذه الحالة. بالإضافة إذا خضع الشخص للإجراء على أمل فقدان الوزن السريع، أو إذا كان فقدان الوزن هو السبب الرئيسي لاختيار الجراحة، فقد يصاب بخيبة أمل. وثقت دراسة حديثة نُشرت في دراسة السمنة أعراض الاكتئاب لدى المرضى بعد ستة إلى اثني عشر شهرًا من جراحة ربط المعدة. ويجب على المريض أن يراجع الطبيب النفسي بانتظام.
إن التغييرات الحياتية تجلب مجموعة من الضغوطات الجديدة، بما في ذلك التكيف مع الجسم الجديد، والعمل على إنقاص الوزن والحفاظ عليه، والتعامل مع ردود الفعل الاجتماعية الإيجابية والسلبية. يساعد الانضمام إلى مجموعات الدعم النفسي، حيث لا شيء يتفوق على الدعم الذي يتلقاه المرء من مجموعة من الأفراد الذين يفهمون بالضبط ما يمر به. توفر مجموعات الدعم منطقة خالية من الأحكام حيث تكون مكان آمن ويتم تشجيع الفرد على مشاركة أعمق للمشاعر حول الانتقال إلى حياة أكثر صحة.
نقص بعض الفيتامينات
مرضى جراحة السمنة، وخاصةً مرضى ربط المعدة الذين يعانون من الإقياء أو عدم تناول الطعام بشكل كافٍ، عادةً ما يتعرضون لخطر نقص الفيتامينات القابلة للذوبان في الماء مثل B12 وB1 وحمض الفوليك وفيتامين C والفيتامينات القابلة للذوبان في الدهون A وD وE وK. تُعد حالات نقص فيتامين B12 هي الأكثر شيوعًا. ويمكن تجنب النقص الغذائي الحاد بعد جراحة ربط المعدة إذا تم تزويد المرضى بشكل منهجي بالفيتامينات ومراقبتهم بعناية.
بعض المخاطر الأخرى
- تندب معدي معوي يمكن أن يؤدي إلى انسداد الأمعاء.
- قد يكون فقدان الوزن أبطأ مقارنة بأنواع الجراحة الأخرى.
- كما هو الحال مع الأنواع الأخرى من جراحات إنقاص الوزن، فإنّ ربط المعدة يحمل أيضًا مخاطر التهاب بطانة المعدة (التهاب المعدة) وإنتان الجرح وتقرحات المعدة.
- يمكن أن ينزلق الشريط أو يصيبه مشاكل ميكانيكية، أو قد يتآكل في المعدة، ما يتطلب إزالته أو يستلزم إجراء جراحة إضافية.
توصيات بعد الإجراء
من المهم جدًا اتباع الإرشادات الغذائية والنصائح الموصى بها بعد الخضوع لجراحة ربط المعدة لتجنب المخاطر المحتملة:
- تناول وجبات متوازنة بكميات صغيرة.
- اتباع نظام غذائي منخفض السعرات الحرارية والدهون والحلويات.
- تناول الطعام ببطء وتناول قضمات صغيرة من الطعام ومضغها جيدًا.
- عدم تناول الطعام وشرب السوائل في وقت واحد.
- عدم شرب أي مشروبات كحولية بعد الجراحة، حيث يتم امتصاص الكحول بسرعة أكبر بكثير من ذي قبل، ما يجعل من الصعب التنبؤ بآثاره والتحكم فيها.
- الحفاظ على أنسجة العضلات عن طريق تناول الأطعمة الغنية بالبروتين. تشمل الأطعمة الغنية بالبروتين البيض واللحوم والأسماك والمأكولات البحرية والتونة والدواجن وحليب الصويا.
- يجب تناول المكملات بشكل يومي لمنع نقص المغذيات. يجب سحق جميع الحبوب أو تقطيعها إلى ست أو ثماني قطع صغيرة. حيث لا يمكن المريض امتصاص الحبوب الكاملة كما قبل الجراحة.
- شرب ما لا يقل عن 2 لتر من السوائل يوميًا.
- تناول كمية كافية من الألياف للحفاظ على حركات الأمعاء.
- ممارسة بعض التمارين الرياضية لتحسين الحالة الجسدية والنفسية.