طرق إنقاص الوزن المختلفة
إن الطريقة الأولى التي ينصح بها الأطباء لإنقاص الوزن هي اتباع حمية غذائية صحية، وممارسة التمارين الرياضية. ويجب أن يتم ذلك تحت إشراف اختصاصي التغذية أو الطبيب، فقد تسبب الحميات الخاطئة مشاكل صحية. ولكن حين تتبع السيدة نظامًا صحيًا وتمارس الرياضة دون الوصول إلى النتيجة المطلوبة، أو حين تكون البدانة مؤذية لصحتها، تُتخذ بعض الإجراءات الطبية للمساعدة في إنقاص الوزن.
تنقسم الطرق الطبية التي تساعد في إنقاص الوزن إلى ثلاث مجموعات أساسية:
عمليات تصغير المعدة:
يؤدي هذا النوع من العمليات إلى تصغير حجم المعدة وبالتالي إنقاص كمية الطعام المهضوم. قد تتسع المعدة الطبيعية لنحو 1500 مل من الطعام، أما بعد العملية تنقص سعتها لتصل في بعض الأحيان إلى ما يعادل 2-4 ملاعق طعام وهو ما يؤدي إلى إنقاص الطعام الداخل إلى الجهاز الهضمي وبالتالي إنقاص الوزن، يمكن أن تتوسع المعدة قليلًا بعد فترة من العملية.
عمليات تصغير المعدة وتقليل الامتصاص:
بالإضافة إلى تصغير المعدة يُجري الجراح تحويلة في الأمعاء تخفف من امتصاص السعرات الحرارية.
زرع جهاز طبي كهربائي:
وتعد من أحدث الطرق المستخدمة في إنقاص الوزن. يعمل الجهاز من خلال التأثير على الإشارات الكهربائية بين الدماغ والمعدة وبالتالي تعديل الإحساس بالجوع والشبع.
أهم العمليات المستخدمة لإنقاص الوزن
ربط المعدة بشريط قابل للنفخ:
يربط الطبيب المعدة بواسطة شريط قابل للنفخ، يقسم هذا الشريط المعدة إلى قسمين: علوي وسفلي بينهما منفذ ضيق. يؤدي هذا إلى إبطاء مرور محتويات المعدة، وبالتالي إبطاء عملية الهضم، وتشعر السيدة بالامتلاء بعد تناول كوب أو نصف كوب من الطعام. يمكن تعديل الشريط في عيادة الطبيب لجعل المنفذ أصغر أو أكبر. من مميزات هذه العملية، وقت التعافي القليل والندبة البسيطة، كما يمكن إزالة الشريط بعد مدة من الزمن. تخسر السيدات اللواتي يخضعن لهذا الإجراء الوزن على نحو أبطأ مقارنة بالعمليات الأخرى وهن أكثر عرضة لكسب الوزن مجددًا بعد مدة من الزمن.
تكميم المعدة:
تعد عملية تكميم المعدة شكلًا آخر من جراحات إنقاص الوزن التي تصغر المعدة، وفيها يزيل الطبيب ما يقارب 75% من حجم المعدة، فيتبقى أنبوب ضيق يشبه (الكم) يصل إلى الأمعاء الدقيقة.
يمكن إجراء هذه العملية عند المرضى البدينين للغاية، فهي أكثر أمانًا من جراحات تحويل مسار المعدة (المجازة المعدية) وغيرها. ويمكن إجراء عملية أخرى بعد تحسن الوزن بعد 8-12 شهرًا في حال أرادت السيدة ذلك وسمح لها الطبيب. هذه العملية دائمة لا يمكن التراجع عنها بخلاف ربط المعدة بالشريط.
جراحة تحويل مسار المعدة (المجازة المعدية):
- تؤدي هذه العملية إلى تصغير حجم المعدة وأيضًا تقليل الامتصاص. في هذه العملية تقسم المعدة إلى قسمين علوي وسفلي، يوصل القسم العلوي بالجزء السفلي من الأمعاء الدقيقة دون المرور بالقسم السفلي من المعدة والجزء الأول من الأمعاء. وبذلك تكون النتيجة إنشاء ممر مختصر للطعام بين المعدة والأمعاء، وهذا يعني إنقاص امتصاص الأطعمة.
- من فوائد هذا الإجراء أن نقص الوزن يكون سريعًا جدًا. ينقص 50% من الوزن المراد التخلص منه عادة في الأشهر الستة الأولى التالية للعملية. ويستمر انخفاض الوزن – تقريبًا – خلال عامين بعد العملية. يؤدي الانخفاض السريع في الوزن أيضًا إلى تحسين الحالات الصحية المرافقة للبدانة على نحو سريع، فيتحسن التهاب المفاصل والسكري والكوليسترول وضغط الدم ومشاكل التنفس خلال النوم وغيرها.
- بالإضافة إلى ذلك تعتبر نتائج هذه العملية على المدى الطويل جيدة جدًا، فقد وجدت الدراسات أن الذين خضعوا لهذا الإجراء تمكنوا من المحافظة على النتائج خلال 10 سنوات وأكثر.
- بسبب انخفاض امتصاص المواد الغذائية ستعانين من نقص في بعض العناصر المغذية مثل الكالسيوم والحديد، وهو ما يؤدي إلى الإصابة بهشاشة العظام وفقر الدم، لذلك يجب أن تعتني بتغذيتك جيدًا بعد هذه العملية ويجب أن تتناولي المكملات الغذائية مدى الحياة.
- تعد هذه العملية عمومًا أكثر تعقيدًا من الناحية الجراحية، لذا فإن مضاعفاتها قد تكون أشد. ويمكن أن يؤدي فقدان الوزن السريع إلى تشكل الحصيات المرارية.
حصار العصب المبهم (إعاقة العصب المبهم):
يُزرع جهاز كهربائي صغير يرسل نبضات كهربائية إلى العصب المبهم، وهو عصب ينشأ من الدماغ، ويتجه إلى الصدر والبطن لتغذية الأحشاء. بتأثير الجهاز الكهربائي، يرسل العصب المبهم إشارة إلى الدماغ تخبره أن المعدة ممتلئة ما يجعلك تشعرين بالشبع. يوضع الجهاز تحت الأضلاع ويمكن التحكم به من خارج الجسم.
لهذا الإجراء أيضًا مميزات وعيوب، فهو الإجراء الأسهل مقارنة بكل العمليات السابقة، لكنه يؤدي إلى أعراض جانبية مثل الغثيان والإقياء والحرقة المعدية وصعوبات البلع وغيرها.
بالون المعدة:
يعد هذا الإجراء من العمليات التي تهدف إلى تصغير حجم المعدة، يُدخل الطبيب بالونًا غير منفوخ إلى المعدة عبر الفم. وعندما يوضع في مكانه ينفخ بمحلول السالين (ماء مالح). وبالتالي يعطي إحساسًا بالشبع، لا يُجرى هذا الإجراء عند السيدات اللواتي خضعن سابقًا لجراحات البدانة أو المصابات بقصور الكبد. لا يتطلب هذا الإجراء عملًا جراحيًا، ويُترك البالون في مكانه ستة أشهر تخسر خلالها السيدة نحو 10% من وزن الجسم.
شفط الدهون وإنقاص الوزن
لا تعد عملية شفط الدهون وسيلة لخسارة الوزن، بخلاف الاعتقاد الشائع، فلا يمكن سحب كميات كبيرة من الدهون خلال هذه العملية. ويتمثل الهدف الرئيسي منها في إزالة كميات محددة من الدهون المعندة المتوضعة في أماكن من الجسم، كالبطن والظهر والأرداف والفخذين والساقين والذراعين والرقبة والذقن والثدي.
يطبق الطبيب هذا الإجراء عادة بعد فشل الحمية المناسبة والتمارين الرياضية في تخليص السيدة من الدهون المزعجة. إجمالي الدهون التي يمكن أن تخسريها بعد العملية يتراوح من 1-2.5 كيلوغرام فقط أي ما يعادل 2-5 باوندًا، وبالتالي فهي ليست حلًا لمشكلة البدانة.
يجري الأطباء هذه العملية عند السيدات اللواتي يتمتعن بوزن معتدل ويرغبن بالتخلص من بعض الدهون غير المرغوب بها، ويجب أن تكون توقعات السيدة واقعية. يؤخذ بعين الاعتبار حالة الجلد أيضًا، إذ يفضل ألا يكون الجلد مترهلًا عند إجرائها للوصول إلى نتيجة مثالية. ويمكن إجراؤها عند السيدات الأكبر سنًا، لكن المظهر النهائي مختلف بسبب بنية الجلد عندهن. أما في حال كان الهدف إنقاص الوزن، فالحلول المطروحة هي اتباع حمية غذائية وممارسة التمارين الرياضية، أو إجراء جراحات البدانة أو غيرها من الإجراءات الطبية المفيدة في إنقاص الوزن. لا تساعد العملية أيضًا في التخلص من السيلوليت أو تشققات الجلد. المرشحات لهذا الإجراء هن النساء اللواتي يتمتعن بصحة جيدة ووزن معتدل ولا يعانين من ضعف المناعة أو داء السكري أو مشاكل التروية الدموية.
طرق شفط الدهون
تتضمن مختلف عمليات شفط الدهون استخدام أنبوب لشفط الدهون، موصول بجهاز خاص. وأهم طرق شفط الدهون:
- شفط الدهون بعد حقن السوائل: هو النمط الأكثر شيوعًا. يحقن الطبيب السالين (الماء المالح) مع الليدوكائين (وهو مادة مخدرة) والإيبنفرين (الأدرينالين)، وذلك بهدف سحب الدهون بأقل نزف وألم ممكن.
- شفط الدهون بمساعدة الأمواج فوق الصوتية: تستخدم الأمواج فوق الصوتية لتحطيم جدار الخلية الدهنية قبل سحب الدهون.
- شفط الدهون بمساعدة الليزر: يستخدم جهاز ليزر لتمييع الدهون قبل سحبها.
هل تحقق عملية شفط الدهون النتائج المرضية؟
تؤدي هذه العملية إلى التخلص من الدهون غير المرغوب فيها الموجودة في أماكن محددة من الجسم عن طريق تخليص الجسم من الخلايا الدهنية في هذه الأماكن، فإن حافظت السيدة على وزنها بعد العملية تكون النتائج دائمة ومرضية.
حالة وبنية الجلد في المنطقة المستهدفة مهمة للغاية، فإن كان الجلد في المنطقة مرنًا، يصبح الشكل النهائي مرضيًا، أما إذا كان الجلد مترهلًا أو كانت طبيعة الجلد غير مرنة فستترك العملية ترهلًا غير مرغوب. لذلك يجب أن معرفة ميزات وعيوب هذا الإجراء جيدًا، وتسألي الطبيب عن أية معلومات تودين معرفتها لاتخاذ القرار الأفضل والوصول إلى النتيجة المطلوبة.
مميزات شفط الدهون
يزداد الإقبال على هذا النوع من العمليات نظرًا لمحاسنها، ومنها:
- تعتبر العملية طريقة فعالة للتخلص من الدهون المعندة في أماكن محددة.
- الحصول على المظهر المرغوب في وقت قصير.
- طرية آمنة للتخلص من الدهون.
- تعزيز الثقة بالنفس.
- النتائج دائمة في معظم الحالات.
- يمكن الاستفادة من هذا الإجراء في حالات طبية مثل الأورام الدهنية والتثدي والوذمة اللمفية.
الآثار الجانبية المحتملة لشفط الدهون
من المشاكل التي قد تواجهينها بعد هذه العملية:
- عدم انتظام حواف منطقة الشفط، فمن الممكن أن تظهر تجعدات أو تكتلات سببها إزالة الدهون بشكل غير منتظم أو التعافي غير المناسب أو الجلد المترهل. وهذه النتائج قد تكون دائمة.
- يمكن أن يحدث تخرب تحت الجلد في مكان وضع القناة يؤدي إلى بقع دائمة.
- تراكم السوائل: يمكن أن تتراكم السوائل تحت الجلد وهو أمر مؤقت يعالج بنزح هذه السوائل نحو الخارج.
- الخدر: يمكن أن تشعري بالخدر والتنميل في المنطقة لفترة مؤقتة ويمكن أن يحدث تخريش عصبي مؤقت.
- العدوى: العدوى الجلدية في مكان العملية نادرة ولكنها محتملة.
- في حالات نادرة يؤدي إدخال قناة الشفط عميقًا إلى إيذاء أعضاء داخلية ويتطلب هذا الأمر معالجة جراحية فورية.
- الخثرة الدهنية: يمكن أن تصل الدهون المحطمة إلى وعاء دموي وتؤدي إلى إغلاقه وتعد هذه الحالة خطيرة إذا وصلت الخثرة إلى الرئة أو الدماغ.
- مشاكل الكلية والقلب: يمكن أن يؤدي حقن السوائل وسحبها بشكل غير ملائم إلى مشاكل كلوية وقلبية ورئوية.
- التسمم بالليدوكائين: الليدوكائين مخدر آمن يوضع في السوائل المحقونة خلال العملية، ولكن في حالات نادرة، يمكن أن يحدث التسمم بالليدوكائين بسبب الاستخدام غير الملائم.