نبذة عن عملية إزالة الشعر بالليزر
تًعد إزالة الشعر بالليزر إحدى أكثر الطرق انتشارًا بين النساء والرجال للتخلص من الشعر الزائد غير المرغوب فيه على الجسد، وهي واحدة من أكثر الإجراءات التجميلية شيوعًا في العالم بسبب توفيرها للوقت والجهد ونتائجها الرائعة وعدد جلساتها القليل.
تتنوع أجهزة الليزر المستخدمة في إزالة الشعر، ولكنها تشبه بعضها في طريقة العمل، إذ يوجه جهاز الليزر شعاعًا نحو الشعرة، فتمتصه صباغ الميلانين الموجود في الجريب ما يرفع من درجة حرارته ما يؤدي إلى تدميره والتخلص من الشعرة نهائيًا. عادةً ما يستخدم الليزر للتخلص من شعر الساقين والإبطين والشفة العليا والذقن ومنطقة البيكيني، ويمكن تطبيقه على أي منطقة من الجسم تقريبًا عدا الجفنين والمنطقة المحيطة بهما.
يحتاج هذا العلاج إلى عدة جلسات بفواصل زمنية محددة للحصول على النتيجة النهائية، إذ يقل عدد الشعيرات ومعدل ظهورها مع كل جلسة، ويمكنك ملاحظة الفارق بعد الجلسة الأولى غالبًا.
يريحك العلاج بالليزر من الطرق القديمة لإزالة الشعر مثل الشفرات والشمع، ويقلل حاجتك إلى جلسات إزالة الشعر الدورية خاصةً في فصلي الربيع والصيف، كما يوفر عدة أنظمة تتناسب مع المنطقة التي تريدين إزالة الشعر منها ونوعية الشعر ولون الجلد، وله مميزات عديدة أخرى، مع ذلك فله بعض الآثار الجانبية النادرة التي سنتطرق إليها لاحقًا.
ما أنواع الليزر المستخدم في العملية؟
هناك أنواع عديدة لأجهزة الليزر لإزالة الشعر، تختلف عن بعضها في نوع الشعاع المستخدم والفعالية وعدد الجلسات والتكلفة. كل منها له إيجابياته وسلبياته واستخداماته الخاصة. سنعرفك على أشهر أجهزة الليزر المستخدمة ونشرح لك مزاياها وعيوبها لتتمكنين من اختيار الأفضل لحالتك.
جهاز روبي
كان نظام روبي أول أنظمة الليزر المستخدمة لإزالة الشعر، وهو يستخدم موجة ليزر قصيرةً بطول 694 نانومتر تستهدف صباغ الميلانين، ما يجعله مناسبًا لإزالة الشعر الفاتح والرفيع. لا يُنصح باستخدام جهاز روبي على البشرة الداكنة. هناك فاصل طويل بين نبضات الليزر في هذا الجهاز لذلك لا يسبب الإزعاج ويكون الألم بسيطًا، لكنه يحتاج عددًا أكبر من الجلسات مقارنةً بباقي الأجهزة، لذا يمكننا القول أن هذا الجهاز مناسب لإزالة الشعر في مناطق صغيرة من الجسم.
جهاز أليكسندريت
وهو أكثر أجهزة الليزر المستخدمة لإزالة الشعر شيوعًا، ويمتاز بسرعته، إذ يغطي مساحةً كبيرةً من الجلد في فترة قصيرة، فهو يزيل الشعر عن كامل الظهر مثلًا خلال 30 دقيقةً فقط، لكن هذه الميزة لا تخلو من السلبيات، حيث تزداد شدة الألم. تحتوي الأجهزة الحديثة على معدات تبريد لتخفيف الألم وتحسين تجربة المريض. يبلغ طول موجة جهاز أليكسندريت 755 نانومترًا، ما يجعله مناسبًا لاستهداف الميلانين في جريبات الشعر عند الأشخاص أصحاب البشرة الفاتحة.
جهاز دايود ليزر
هذا الجهاز جديد – نوعًا ما – في الأسواق. يحتوي مصدر الطاقة الخاص به على أنصاف نواقل تُعرف بالديودات، وتجتمع معًا لتشكل شعاع ليزر يبلغ طول موجته 800-810 نانومترًا. هذا الطول الموجي أفضل في الاختراق العميق والوصول إلى جريب الشعرة. وهو جهاز آمن على ذوي الجلد الداكن ومناسبًا لإزالة الشعر السميك والخشن، لهذا يستخدم الكثير من الرجال هذا الجهاز لإزالة شعر الظهر أو الصدر.
جهاز ياغ ليزر
يمنحك هذا الجهاز أحدث التقنيات التجميلية في إزالة الشعر، فعلاوةً على فعاليته في إزالة الشعر، يمكن استخدامه في تطبيقات متعددة مثل إزالة الوشم وتجديد الجلد بعد حروق الشمس. تستهدف أجهزة الليزر الأخرى صباغ الميلانين الموجود في الشعر والجلد، لكن ياغ ليزر يستهدف الكربون، وهذا يحصر استخدامه في إزالة الشعر على الأفراد ذوي الشعر الغامق والبشرة الفاتحة. يطبق غسول يحوي على الكربون على الجلد قبل بدء العلاج، ويمتص الشعر هذا الكربون، ومن ثم يطبق العلاج بالليزر. هذا الجهاز آمن على جميع أنواع الجلد حتى على الجلد الأسمر.
جهاز النبضات الضوئية المكثفة IPL
لا يستخدم هذا الجهاز شعاعًا حقيقيًا من الليزر، بل نبضات ضوئيةً مكثفةً مشابهةً له، تولد طاقة حرارية نابضة يمتصها الميلانين في جذر الشعرة. من مميزات هذا الجهاز، قدرته على التحكم في الطول الموجي ومستوى الطاقة ومدة النبضة.
لماذا يلجأ بعض الناس لإزالة الشعر بالليزر؟
هناك ميزات عديدة لاستخدام أجهزة الليزر لإزالة الشعر منها:
- لا تستغرق جلسات العلاج وقتًا طويلًا: يعتقد بعض الناس أن العلاج بالليزر يستغرق فترةً أطول من باقي الطرق، لكن الحقيقة أنه يتفوق عليهم جميعًا من ناحية السرعة، إذ لا يتجاوز زمن جلسة إزالة الشعر من الإبطين ومنطقة البيكيني 20 دقيقةً، وقد يصل إلى الأماكن الأكبر مثل الذراعين والساقين، فلا تتوقعي أن نهارك سيضيع كاملًا في جلسة العلاج، إذ ستنتهين قبل أن تشعري بأنها قد بدأت حتى.
- يوفر العلاج بالليزر المال على المدى البعيد: عندما تعتمدين على إزالة الشعر بالليزر، لن تحتاجين لاحقًا إلى صرف أموال طائلة على شفرات وكريمات الحلاقة وجلسات الشمع، وستنقص تكاليف العلاج بالليزر مع الزمن على عكس الشمع. يمكنك اعتبار جلسات الليزر خيارًا ذكيًا من الناحية الاقتصادية، علاوةً على نتائجها الأفضل والأسرع.
- تريحك جلسات الليزر من الشعر النامي تحت الجلد (الشعر الناشب): تمنع أجهزة الليزر نمو الشعر تحت الجلد على عكس الطرق الأخرى، وتريحك بذلك من الشعور المزعج للشعر الناشب، وهي خيار مثالي لأصحاب البشرة الحساسة الذين يعانون من تهيج الجلد بعد استخدام الشفرات أو الشمع.
- يُعد الليزر علاجًا دقيقًا للشعر الزائد: يستهدف شعاع الليزر جذر الشعرة بدقة دون إصابة المناطق المجاورة أو إحداث أذية فيها.
- لا يسبب الليزر ألمًا أشد من الطرق الأخرى لإزالة الشعر: يعتقد الكثيرون أن أجهزة إزالة الشعر بالليزر تسبب ألمًا كبيرًا، لكن على عكس توقعاتهم لا تسبب هذه الأجهزة ألمًا أكثر من الطرق الأخرى، بل يمكن القول أنها تسبب إزعاجًا بسيطًا وحسب، وبما أن الجلسات قصيرة جدًا يمكننا اعتبارها خيارًا رائعًا لمن لا يتحملون الطرق المؤلمة لإزالة الشعر.
- يمنحك الليزر حلًا لإزالة الشعر على المدى الطويل: يؤدي استخدام الليزر إلى تناقص عدد الأشعار مع تقدمك في الجلسات وبالتالي تطول الفترة الزمنية قبل حاجتك إلى الجلسة التالية فتتمتعين بفترات طويلة خالية من الشعر.
هل يزيل الليزر الشعر بشكل دائم أم مؤقت؟
ما زال هذا واحد من أهم التساؤلات المطروحة لدى أغلب الخاضعين لجلسات إزالة الشعر بالليزر، إذ يرغب الجميع – طبعًا – بحل سحري نهائي للشعر غير المرغوب فيه، لكن للأسف الجواب هو لا، فلا تتخلص أجهزة الليزر من الشعر بشكل كامل، رغم أنها من أقرب الأساليب العلاجية لذلك.
يؤدي الشعاع المستخدم إلى تدمير جذر الشعرة ومنع نموها ثانيةً، وهذا يمنح نتيجة دائمةً – نوعًا ما – نسبةً للشعرة المتأثرة، لكن هناك آلاف الجريبات الشعرية على امتداد الجسم، ولا تتوافق جميعها في دورة النمو، فتكون في أطوار مختلفة ما يمنع تدميرها جميعًا ويبرر الحاجة إلى جلسات إضافية لتقليل عددها.
يجب أن تكون الشعرة في طور النمو النشيط عندما يوجه إليها شعاع الليزر، إذ تتصل الشعرة وقتها بالأوعية الدموية المغذية، وعندما يصدمها شعاع الليزر تنتقل الحرارة إلى الجريب قاطعةً اتصال الشعرة مع التروية الدموية، وهذا يمنع نموها مجددًا ويخلصك منها نهائيًا.
هناك أسباب أخرى تمنع الليزر من الوصول إلى هذه النتيجة السحرية، فلا يوجد طريقة محددة لمعرفة الدرجة المناسبة لنمو الشعر قبل إجراء الجلسة، ولا نعرف مقدار الحرارة التي امتصتها الشعرة خلالها، ولهذا لا يمكن التأكد تمامًا من عدد الشعرات التي تخلص منها.
في أغلب الحالات، ستحتاجين 6-10 جلسات للوصول إلى النتيجة المرغوبة، لكن هناك العديد من العوامل المؤثرة، منها:
- لون الشعرة.
- كثافة الشعرة.
- لون الجلد.
- الحالة الصحية والمشاكل الهرمونية.
- حساسية الجلد.
- الفواصل العلاجية.
يمكن الحصول على أفضل النتائج عند ذوي الشعر داكن اللون والبشرة الفاتحة، لكن يمكن استخدام الليزر على أي نوع من البشرة دون مشكلات.
لماذا لا تستطيعين الذهاب إلى الصالة الرياضية مباشرة بعد تطبيق الليزر؟
ننصحك بتجنب التمارين الرياضية بعد جلسات إزالة الشعر بالليزر، لأنها ترفع درجة حرارة الجسم ما يؤدي إلى التعرق ويمنح الجراثيم وسطًا ملائمًا للنمو والتكاثر. قد يؤدي التمرين إلى إصابتك بعدوى في الجريبات الشعرية ما يسبب ظهور الطفح والاحمرار الجلدي المزعج، لذا من الأفضل أن تنتظري 24 ساعةً على الأقل قبل القيام بأي نشاط رياضي.
ما الآثار الجانبية لإزالة الشعر بالليزر؟
رغم أن أجهزة الليزر تتميز بالأمان والفعالية، لا يخلو الأمر من بعض الآثار الجانبية البسيطة في حالات معينة وخاصةً عند الممارسات الخاطئة وعدم اتباع التوصيات الصحية. نطرح فيما يلي عددًا من الآثار الجانبية لإزالة الشعر باستخدام الليزر:
الاحمرار والتهيج الجلدي
قد يسبب العلاج بالليزر تهيجًا جلديًا مؤقتًا، وقد تلاحظين احمرارًا خفيفًا وتورمًا بسيطًا في المنطقة المعالجة، لكن هذه الآثار تزول سريعًا خلال ساعات، وستلاحظيها مع أي من الطرق الأخرى لإزالة الشعر. يمكنك استخدام مخدر جلدي موضعي قبل الجلسة لتقليل هذه التأثيرات وتطبيق قطعة من الثلج على مكان التورم لتخفيف الألم.
تبدلات في لون الجلد
قد تلاحظين تبدلًا في لون الجلد بعد جلسة العلاج إذ قد تزداد قتامة اللون بشكل بسيط، وكلما كان جلدك أفتح يزداد تعرضك للبقع الداكنة، لكن هذا التبدل مؤقت ولا يجب أن يثير مخاوفك مطلقًا.
آثار جانبية أخرى نادرة
- نمو شعر مفرط في مكان العلاج.
- تغير ملمس الجلد.
- التندب الجلدي.
- ظهور البثرات وتقشر الجلد.
دراسات عن عمليات إزالة الشعر بالليزر
في عام 2019، أجرى قسم الأمراض الجلدية في مدينة الملك سعود الطبية بالتعاون مع جهات أخرى تجربةً، لتقييم مدى التزام الأطباء والممرضات المسؤولين عن علاجات الليزر لإزالة الشعر بإرشادات السلامة الموصى بها في أماكن الممارسة الخاصة، وبينت النتائج أن 9.5% فقط من الممارسين التزموا بالإرشادات، واشترك أغلبهم (72,3%) في مشكلة رئيسية تتمثل في عدم الالتزام بوجود أرضية غير عاكسة للضوء في غرف المعالجة.
في عام 2017، أجرى قسم الأمراض الجلدية في كلية الطب في جامعة الملك سعود دراسةً مقارنةً بين تأثير استخدام الشمع والحلاقة قبل إزالة الشعر بالليزر. اشتركت 20 امرأةً في الدراسة وقمن باستخدام الشمع على أحد الإبطين وحلاقة الإبط الآخر ثم خضعن لثلاث جلسات ليزر. أظهرت النتائج نقصًا كبيرًا في الشعر في كلا الإبطين بعد ستة أشهر من الجلسة الثالثة دون فارق إحصائي هام بين الطريقتين.